|

"ترامب" يهدد بفرض جمارك إضافية على دول "البريكس": تصعيد تجاري جديد وقمة ريو في الواجهة

الكاتب : الحدث 2025-07-07 02:43:43

في خطوة مفاجئة، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10% على دول مجموعة البريكس، تزامنًا مع انعقاد قمتها في ريو دي جانيرو. هذا التهديد يأتي كرد فعل على ما وصفه ترامب بـ"سياسات مناهضة لأمريكا"، مما يعكس تصاعدًا في التوترات التجارية العالمية. فما الذي يدفع هذا التصعيد؟ وكيف تستجيب دول البريكس لهذه التحديات؟

توترات تجارية متصاعدة

عبر منشور على منصة "تروث سوشال"، هدد ترامب بفرض تعريفات إضافية على أي دولة تتبنى سياسات البريكس التي يعتبرها معادية للولايات المتحدة. هذا التهديد جاء بعد ساعات من بيان افتتاحي لقمة البريكس، الذي حذرت فيه المجموعة من أن التعريفات المتصاعدة تهدد استقرار التجارة العالمية. لم يوضح ترامب تفاصيل "السياسات المناهضة"، لكن تهديده يعكس نهج "أمريكا أولًا" الذي أثار انقسامات في منتديات عالمية مثل مجموعة السبع ومجموعة دول العشرين. وتسعى إدارته لإبرام صفقات تجارية متعددة قبل 9 يوليو، وهو الموعد المحتمل لفرض تعريفات "انتقامية"، وفقًا لـ"رويترز".

في المقابل، قدمت البريكس نفسها كمنصة للدبلوماسية متعددة الأطراف وسط النزاعات التجارية والصراعات الجيوسياسية. هذا الموقف يمثل تحديًا مباشرًا لسياسات الحمائية التي ينتهجها ترامب، مما يزيد من حدة التوتر بين الطرفين.

قمة ريو: تعزيز التعاون وتحدي الحمائية

انطلقت قمة البريكس في ريو دي جانيرو بحضور قادة من البرازيل، الهند، وجنوب أفريقيا، بينما شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الإنترنت بسبب مذكرة توقيف دولية، وأرسلت الصين رئيس وزرائها بدلًا من الرئيس شي جين بينغ. ركزت القمة على تعزيز التعاون الاقتصادي وإصلاح المؤسسات العالمية، مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقارن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا البريكس بحركة عدم الانحياز في الحرب الباردة، مؤكدًا دورها في مواجهة الحمائية وتعزيز استقلالية الدول النامية.

تضم مجموعة البريكس الآن مصر، إثيوبيا، إندونيسيا، إيران، والإمارات، مع اهتمام 30 دولة أخرى بالانضمام. هذا التوسع يمثل قوة دبلوماسية متزايدة، حيث تشكل المجموعة أكثر من نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي العالمي.

مواقف دبلوماسية وتداعيات اقتصادية

أدانت البريكس الهجمات على البنية التحتية المدنية في إيران، واصفة إياها بانتهاك القانون الدولي، كما عبرت عن قلقها إزاء الهجمات الإسرائيلية على غزة. ودعت المجموعة إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية ودعم انضمام إيران وإثيوبيا إليها. كما أعلنت عن مبادرة ضمانات متعددة الأطراف عبر بنك التنمية الجديد لخفض تكاليف التمويل وزيادة الاستثمار.

ناقش القادة أيضًا قضايا الذكاء الاصطناعي، داعين إلى حماية البيانات وضمان الدفع العادل. ومع استضافة البرازيل لقمة المناخ في نوفمبر، تسعى لإبراز التزام الدول النامية بمكافحة تغير المناخ، في وقت يوقف فيه ترامب مبادرات المناخ الأمريكية.

يعكس تهديد ترامب محاولة للضغط على الدول النامية لإعادة تشكيل تحالفاتها الاقتصادية. لكن توسع البريكس وتنوع أعضائها يثيران تساؤلات حول تماسك أهدافها. فهل ستتمكن المجموعة من الحفاظ على وحدتها في مواجهة الضغوط الأمريكية؟ وكيف ستؤثر هذه التعريفات على التجارة العالمية؟