تعزيز السيادة البحرية الكندية: سفينة "روبرت هامبتون" تختتم سلسلة كاسحات الجليد

شهدت البحرية الملكية الكندية مؤخراً إنجازاً هاماً بتسلمها سفينة الدوريات "روبرت هامبتون"، وهي السادسة والأخيرة من طراز Harry DeWolf المخصص لكاسحات الجليد. جرت مراسم التسليم الرسمية في حوض بناء السفن التابع لشركة Irving Shipbuilding، مما يمثل محطة فارقة في مشروع وطني ضخم يهدف إلى تجديد قدرات الأسطول الكندي.
تُعد هذه الخطوة إنجازاً استراتيجياً للبحرية الكندية، حيث تُعتبر سفن هذه الفئة ركيزة أساسية لدعم عمليات الدورية والمراقبة في المياه الإقليمية الكندية، خصوصاً في مناطق القطب الشمالي الصعبة. قبل دخولها الخدمة الفعلية في عام 2026، ستخضع السفينة لسلسلة من الاختبارات المكثفة لضمان جاهزيتها الكاملة للعمل في مختلف الظروف البيئية.
يُترجم هذا المشروع نجاح الاستراتيجية البحرية الكندية طويلة الأمد التي انطلقت في عام 2015. حينها، وقعت الحكومة الكندية عقداً بقيمة تصل إلى 5 مليارات دولار كندي (ما يعادل 2.92 مليار دولار أمريكي في ذلك الوقت) لتشييد ست سفن متطورة، مصممة خصيصاً لتعزيز سيادة كندا في بيئاتها البحرية القاسية.
تتميز سفن Harry DeWolf بمواصفات هندسية فريدة، حيث يبلغ طولها 103.6 مترًا وعرضها 19 مترًا، مع إزاحة مائية تبلغ 6615 طنًا. كما تتمتع بقدرات تشغيلية استثنائية، فهي قادرة على الإبحار لمسافة تصل إلى 6800 ميل بحري في مهمة واحدة، والعمل لمدة تصل إلى 85 يومًا في البحر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود أو المؤن، مما يمنحها مرونة عالية في أداء مهام الدوريات والإنقاذ في المناطق الجليدية.