|

(حامل المسك)

الكاتب : الحدث 2024-08-25 02:57:27

بقلم ــ محمد العتيق  

رسولنا ونبينا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى ، ولم يترك لنا شاردة ولا واردة إلا أخبرنا عنها ، ونبهنا عليها ،  تعلَّمنا  منه صلى الله عليه وسلم الدين ، و تعلَّمنا الأخلاق ، و تعلَّمنا فن التعامل ، تعلَّمنا التغاضي ، تعلَّمنا الحلم ، و تعلَّمنا الطريقة المثلى لمن أسدى لنا معروفًا كيف نكافئه .

يقول نبينا صلى الله عليه وسلم في حديث  صحيح  من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي ﷺ قال: إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحْذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة .

وفي حياتنا نجد هذين النوعين من البشر ، ومن نصيحته صلى الله عليه وسلم تعلَّمنا كيف  نعاملهما ، فحامل المسك هو المطلوب ، وهو الذي أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بمجالسته والقرب  منه ، فلن تجد منه  إلا  كل  خير ، ولن تجد منه ما يؤذيك ويؤذي سمعك وبصرك  وما يصل لأنفك من ريح  طيبة  . 

هذا الكلام ينطبق  على كل رجل طيب القلب نقي السريرة  صاحب خلق ومعروف ، لا تمل مجلسه ، ولا  تتمنى أن يسكت حين يتحدث ، حديثه  فيه علم وحكمة ، وابتسامته تسحرك بجمالها  وصدقها ، حينما يقدم لك النصح  فإنك  تتأكد  من صدق  كلامه ، من حروفه وكلماته التي  تدخل القلب لتستقر به ، هذا النوع من البشر هو نعمة يجب  عليك شكر الله عليها ، وشكر  الله  عزوجل أن جعله في حياتك وجعلك قريبًا منه ، فهو مثل الغيث أينما حلّ نفع  ، نفعه متعدي في الحسن والجمال وفي  الفائدة وفي  كل شيء  .

وأنا ولله الحمد عرفت هذا النوع من البشر ، وأحمد ربي  ومولاي على نعمة معرفتي لهم وبهم ، هذا الرجل كبير  القدر والمقام متواضع في كل أموره ناصح أمين صادق ،  لاتملّ مجلسه ، وتستفيد من جلسته ، وتجني فوائد لا  تعد  ولا  تحصى ، إذا  أردت الحديث عن التاريخ وجدته عنده  ، و إذا أردت الحديث عن العلوم وجدته بحرٌ فيها ، و إذا أدرت  الحديث عن التجارة ومجالاتها وخوافيها وجدته أستاذها ، و إذا أردت الحديث عن الصناعة وجدته عرَّابها  ، وإذا أردت الحديث عن العلم والأدب وجدت لها كتب ومصنفات  ومجلدات وقواميس . 

هذا الرجل ليس من وحي الخيال ، بل هو  واقع رأيته وعايشته وجالسته واستمعتُ له ، واستفدتُ منهُ  الشيء الكثير الذي  لم  أتعلَّمه مع غيره  .

أعلمُ علم اليقين أنه لا يحبذ مثل هذا الكلام ولا يريده ، وهو والله ليس مدحاً في غير محله ، وليس مجاملةً لهذا الرجل ، بل هو الواقع والحق، والبرهان على ذلك هو  مجالسته ورؤية ما أقوله واقع ، وربما أكون  قصرت عن بعضه  .

أستاذي والرجل الذي  تعلَّمت منه الشيء الكثير ، واستفدت منه في  كل شيء  ، ولن أوفيه حقه مهما تكلمت ، ومهما قدمتُ له من الشكر  والعرفان والتقدير ، ومهما كتبتُ عنه من كلمات ، وصففتُ من حروف فمقامه لديَّ كبير وقدره  عالي ، الدكتور (عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالعزيز  المشيقح) ، عضو  مجلس الشورى السابق  ورجل العلم والأدب والتجارة ، ورجل الدولة الذي خدم دينه و وطنه و ولاة أمره بكل  إخلاص وتفانٍ ومحبة ، وقدم من خلال شركاته وكلياته ومؤلفاته للوطن ما يستحق بكل  جدارة أن نقول له : أنت يا دكتور ( حامل المسك ) الذي  أحذانا و وجدنا منه ريحًا طيبةً ونفسًا مباركةً ، وقلبًا حنونًا معلمًا .