|

تصفيق من القلب في حضرة تأهيل وتمكين الأيتام ..

الكاتب : الحدث 2025-05-01 08:22:06

بقلم ــ  خليل إبراهيم القريبي


----------------------  
في ليلة رمضانية فائتة، تخللتها نفحات البخور وعبق الورد، حظيتُ بشرف حضور حفل باذخ الجمال، أقيم احتفاءً بفئة مجتمعية هي الأغلى على قلوبنا جميعاً: الأيتام من الجنسين. لم يكن هذا الحفل مجرد مأدبة إفطار فاخرة، بل كان مشهداً يُجسد أسمى معاني الرعاية والتمكين، حيث تفتحت براعم الإبداع والتميز لأبنائنا وبناتنا الذين نالوا من الدعم والاحتضان ما مكَّنهم من صقل مواهبهم في عالم صناعة الورد وتنسيق الزهور.

تحت مظلة من العطاء والإنسانية، وبقيادة سيدة الأعمال الملهمة عواطف العطار، التي دعتني للحضور، ولم يكن مني إلا تلبية الدعوة الكريمة احترامًا، استطاع هؤلاء الشباب والشابات أن يحولوا الألم إلى أمل، والفقد إلى قوة دافعة نحو التألق. دلَّ على ذلك ما شاهدتُه من تصاميم الورود التي ملأت قاعة الاحتفال في كل الزوايا والمساحات بشكل مذهل ومبهر، وكان ذلك كله من صنع أيدي أبنائنا وبناتنا الأيتام. وبينما كانت أناملهم الماهرة ترسم لوحات فنية بديعة من الألوان والروائح، شعرتُ بفيض من المشاعر يغمر قلبي. كان "التصفيق" لهم في تلك اللحظات ليس مجرد إيماءة تقديرية، بل كان صدىً لإعجاب عميق بقدرتهم على تجاوز الصعاب، واعتزازًا بما حققوه من تأهيل وتمكين، وإجلالاً للجهود المباركة التي بُذلت لرعايتهم واحتضانهم. كان مشهدًا مؤثرًا بحق، وهم يقفون بثقة على خشبة مسرح التكريم، اعتزازاً بعصارة جهدهم وإبداعهم. في عيونهم، رأيتُ بريق الطموح والأمل، وفي أعمالهم، لمستُ شغفًا حقيقيًا بفن صناعة الجمال، وهو الأمر الذي يجعل من تأهيل وتمكين هذه الفئة الغالية من خلال تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للانخراط باقتدار في سوق العمل ليس فقط واجباً إنسانيًا ، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل مجتمعنا.

ربما تأخرتُ في تدوين هذه المشاعر تفصيلياً، لكنني آثرتُ أن أمنحها الوقت الكافي لتترسخ في الذاكرة بكل ما تحمله من حب وود وتقدير، فما شاهدته في تلك الليلة الرمضانية لم يكن مجرد حفل عابر، بل كان شهادة حية على قوة العطاء وأثره العميق في نفوس من فقدوا السند والعائل. إن رؤية هؤلاء الأيتام وهم يزهرون إبداعاً ونجاحاً بفضل العناية الحقيقية المستدامة، لهو شعور يلامس شغاف القلب ويستحق التخليد والاحتفاء به دائمًا ، فكل "تصفيقة" أرسلتها لهم في تلك الليلة، كانت تحمل في طياتها أمنيات بمستقبل مشرق وواعد ينتظرهم.