|

قرب القيادة .. وصدق المشهد

الكاتب : الحدث 2025-05-05 09:18:04

بقلم ــ محمد بن عبدالله العتيق

 قامت المملكة العربية السعودية -على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه- على فكرة بسيطة وعميقة في الوقت نفسه: أن الوطن لا يُبنى إلا إذا شعر الناس أنهم جزء منه، وأن القيادة لا تكتمل إلا إذا كانت قريبة من الناس، تسمع لهم وتزورهم وتجلس معهم.

منذ ذلك الوقت، وهذه الفكرة تعيش في تفاصيل كل مرحلة. المواطن في المملكة اليوم، لا يحتاج إلى كثير من الشرح ليعرف أن صوته مسموع، وأن دولته حريصة عليه، سواء في الداخل أو الخارج. يجد التعليم والعلاج والسكن، ويجد من يقف معه في الشدائد، وكل هذا جعل العلاقة بين الناس والقيادة أقرب من كونها علاقة نظامية، بل علاقة عائلية حقيقية.

في زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، لمنطقة القصيم، كانت هذه المعاني واضحة. التقى سموه بصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، وزار عددًا من رجالات المنطقة، كعادة قادة هذه البلاد حين يزورون مناطقها. 

من ضمن الزيارات، كانت هناك زيارة خاصة للدكتور عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالعزيز المشيقح. رجل له مكانته، وله تجربة طويلة في العمل الوطني، حيث كان عضوًا في مجلس الشورى لأربع دورات، وله حضوره المعروف في ميادين الفكر والتأليف والاقتصاد. كنتُ مطلعًا على هذه الزيارة عن قرب، ووقفت على تفاصيلها وما دار فيها من حديث صادق وكلمات عفوية تعبّر عن تقدير متبادل، واحترام لا يحتاج إلى تصنّع.

الزيارة كانت أكثر من مجرد مجاملة أو عادة، كانت تعبيرًا عن تقدير الدولة لأبنائها، وعن أن كل من أعطى، فإن له من الدولة كلمة شكر، وزيارة تقدير، ومكانة محفوظة.

في هذا الوطن، لا يزال القائد يزور المواطن في بيته، ولا يزال المواطن يرى في قائده أخًا وأبًا وراعيًا. وهذه العلاقة البسيطة هي ما يجعلنا مطمئنين دائمًا أن القادم، بإذن الله، أجمل.