بقلم / حنان محمد الثويني
----------------------

وجد الإنسان نفسه في هذه الدنيا جاهلًا في كل مواقف الحياة وظروفها وتجاربها الأولى ..!
ففي كل مرةً يرى الإنسان شيئًا جديدًا أو يُجرب شعورًا مختلفًا تكون ردة فعله جنونية في بعض الأحيان، إما يضحك بشكل هستيري أو يصفق أو يقفز أو يرتبك ويتلعثم أو تسقط منه الأشياء ويبكي، أو يبقى في مكانه هادئ جدًا وساكن بشكل ملحوظ ..
مِن البشر مَن سبق الآخرون في التجربة والشعور لأكثر من مرة؛ فصار الأمر بالنسبة إليه إعتياديًا مع مرور الوقت ومنهم من لايزال في مكانه المُنطفىء إلى أن تسمح له الظروف والفرص ..!
ـ ياصديقي مارأيك أن نخرج في رحلةٍ إلى البحر ؟!
-البحر ..! الله الله البحر فيصفق ويقفز ويضحك 
ـ ياصديقي مارأيك أن نسافر الأسبوع القادم ؟!
-وفي الطائره ..الله الله شعور مُختلط مابين الخوف والفرحة .. وبصوت عالٍ .. وااو لم أجرّب ذلك من قبل 
-ياصديقي لدينا مقابلة مع شخصية إجتماعية مرموقة ومعروفه وسأصطحبك معي لتتعرف عليها ..
وفي المجلس..يسقط الفنجان من يده ويرتبك ويتلعثم وينتفض ويمهمه ويتمتم ويغمغم في الكلام حائرٌ وحجِل النظرات فيزور الأول صديقه الآخر : 
ـ ياليتني لم اقترح ع فلان أيٌ من الرحلات والأفكار !
ـ لماذا مالذي حدث!؟
ـ سبب لي الاحراج ولفت انتباه الناس 
وبدأ يفعل حركات غريبة ويصفق ويصفر ويغني وسكب القهوة وسقط من على الكرسي واصطدم بالطاولة وأحدث الفوضى.
ـ لاعليك ياصديق 
إنه شعور الأشياء لأول مرةٍ،شعورٌ مُختلف 
فأنت سئمت ومللت واعتدت على شعور الأشياء الجديدة فامست لاتؤثر بك ولا تُدغدغُ وجدانك ولا تُشدِهُك ولا تلفت انتباهك، بينما هو لازال يعيش الشعور الأول، فهلا التمست له الأعذار كما التمستها لنفسك .. 
نحن هكذا لانعيش شعور الآخرون المحرمون من متع الحياة التي يتذوقونها لأول مرة بل جيدون في النقد والإنتقاص وتقطيع الجلود بالغيبة ..!
هوِّن عليك ،إنها أول مرة ياصديقي..! .