داخل مملكتين ..

بقلم / جبران شراحيلي
----------------------
الأسرة مملكة الشخص الصغيرة ، والوطن مملكته الكبيرة ، وداخل المملكتين تجده يتجول بكل أريحية وطمأنينة.
لا أقول يتجول بين المملكتين حتى لا تكون هناك مسافة وحواجز ، وإنما أقول داخل حتى لا يشعر بالفارق بينهما فكلاهم روح في جسد ٠٠
جاءت لي فرصة قصيرة لكي أتجول داخل مملكتي الكبيرة ، وأشاهد بأم العين ما تحويه من شواهد ومن زخم كبير يسرُّ الخاطر قبل الناظر ..
المشاهدة بأم العين أبلغ وأعمق مما تعرضه شاشة التلفاز ، أو تلتقطه كاميرا الجوال الصغيرة ٠٠
امتطيت جوادًا فحلَّق بي فوق السحب ، وامتطيت راحلةً فقادتني إلى شواطئ البحار ..
تجولت داخل جزئية من مساحة مملكتي الكبيرة ، فهالني مارأيت نهضة عمرانية تفوق الوصف، حركة اقتصادية لامتناهية ، حركة سياحية نشطة غير طبيعية، مصانع جبارة ، حركة انسيابية في شتى مناحي الحياة اليومية ٠٠
عدتُ من جولتي القصيرة بطابع مختلف عما أشاهده من خلال زاوية ضيقة عبر شاشة التلفاز ، أو صورة التقطتها كاميرا جوال ..
عدتُ لمملكتي الصغيرة حاملاً لها انتماء مساحة مملكتي الكبيرة بشعور الزهو والفخر تجاه قادة عظماء غيَّروا حياة الصحراء القاحلة إلى واحة غنَّاء ٠