التحول الوطني 2024م عام الإنجازات والشراكات ..

بقلم : د/ بجاد بن خلف البديري
-----------------------------------
في عامٍ حافل بالإنجازات ، أسدل برنامج التحول الوطني الستار على عام 2024م، مُعلنًا عن حصاد ثمين من المؤشرات الإيجابية التي تعكس التقدم الملحوظ نحو تحقيق أهداف رؤية الوطن 2030 الطموحة. لم يكن هذا العام مجرد محطة عابرة، بل كان علامة فارقة تؤكد على الديناميكية العالية والالتزام الراسخ الذي يميز هذا البرنامج الوطني الرائد ..
يمثل برنامج التحول الوطني، الذي يغطي نحو ثلث أهداف الرؤية من خلال 34 هدفًا استراتيجيًا ، ويدفع بعجلة التنمية عبر 317 مبادرة تشارك فيها سبع وزارات وأكثر من خمسين جهة، عصبًا حيويًا في مسيرة التغيير الشامل التي تشهدها المملكة، وذلك يعود لحجم هذا البرنامج وتنوع قطاعاته ما يجعله الأكبر والأكثر تأثيرًا بين برامج الرؤية التنفيذية، وقد تجلَّى نجاح البرنامج في الأرقام والمؤشرات التي استعرضها التقرير السنوي. ففي مجال التحول الرقمي الحكومي، تجاوزت الوفورات الناتجة عن المبادرات الرقمية التوقعات بأكثر من الضعف، لتصل إلى 7,8مليار ريال، وشهدت بيئة الاستثمار تحسنًا ملحوظًا في رضا المستثمرين، حيث قفزت النسبة إلى 89%. وعلى صعيد التنمية البشرية والاقتصاد، ساهم الاستثمار الأجنبي المباشر في توفير ما يقارب 40 ألف وظيفة، وارتفعت نسبة المستفيدين القادرين على العمل من الإعانات المالية إلى أكثر من 33%. ولم يقتصر التقدم على هذه المجالات فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات حيوية أخرى، فقد ارتفعت نسبة الامتثال بنظام حماية الأجور للعمالة الوافدة إلى 88,5%، وتحققت نسبة مطابقة للمواصفات في السلع بلغت 84,2%. كما نما قطاع التجزئة بشكل ملحوظ ليبلغ حجمه 320 مليار ريال، وتم تحقيق المستهدف في مجال نماذج الأعمال الرقمية الأولية بتدشين 350 نموذجًا ..
تلك أبرز المؤشرات التي أبرزها التقرير المليء أصلاً بالعديد من الأرقام والمنجزات النوعية، والتي لم تكن لتتحقق بمعزل عن الشراكات الاستراتيجية المتينة التي بناها البرنامج مع القطاع الخاص. هذا التعاون الوثيق أثمر عن تضافر الخبرات والموارد، مما أدى إلى تسريع وتيرة تنفيذ المبادرات ، وتحقيق كفاءة أعلى في استخدام الموارد. كما كان للتحولات المؤسسية العميقة التي شهدتها مختلف القطاعات دور محوري في دعم أهداف البرنامج، من خلال تبني مفاهيم الإدارة الحديثة ، وتعزيز الشفافية ، ورفع الكفاءة التشغيلية. وتؤكد تقارير رؤية 2030 على أن هذا التقدم ليس مجرد أرقام عابرة، بل هو مسار راسخ نحو تحقيق الأهداف الطموحة، فقد تم تحقيق ثمانية مستهدفات قبل الموعد المحدد بست سنوات، وتسير غالبية المبادرات (85%) إما أنها أنجزت أو تسير وفق الخطط الزمنية الموضوعة. ومع اكتمال 674 مبادرة من أصل 1502، واستمرار 596 مبادرة أخرى في المسار الصحيح، فإن برنامج التحول الوطني يثبت يومًا بعد يوم قدرته على ترجمة الطموحات إلى واقع ملموس ..
وفي الختام : يمكن القول بثقة إن عام 2024م كان عامًا استثنائيًا لبرنامج التحول الوطني، عامًا تجسدت فيه الرؤية الطموحة من خلال إنجازات ملموسة وشراكات فاعلة وتحولات مؤسسية عميقة. هذه النجاحات ليست نهاية المطاف، بل هي محطات قوة تدفع البرنامج نحو مزيد من التقدم والازدهار في سبيل تحقيق كامل لرؤية الوطن 2030 عن جدارة واستحقاق.