التعصب الرياضي .. والنشء الجديد

د/ سلمان الغريبي
-----------------------------------
التعصب الرياضي ذلك الكابوس المُخيف الذي بدأ يهدد النشء الجديد من الصغار في مستقبلهم و تربيتهم وأخلاقهم ، وهو يعتبر حالة منفردة من الشعور الخاطئ غير المقبول الذي يفرط فيه الإنسان بالغضب والحماقة وقد يصل إلى التبجُّح وقلة الأدب تارةً ، والسب والشتم تارةً أخرى ؛ ظناً منه أنه تعرَّض لظلمٍ من حكم أو اضطهاد من قِبل مسؤول بأي طريقة ممكنة ، فيما يؤثر ذلك في التعبير أو الفعل الذي قد يصدر منه بشكل غير مرضي وبصورة عشوائية و بلا انضباط ، مما يُدرجها تحت مظلة التعصب الرياضي أو "إرهاب الملاعب" ، وتعتبر هذه مشكلة أزلية في تاريخ الرياضة نعاني منها منذ قديم الأزمان ، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى أحداث مؤسفة وعنيفة بين الجماهير لاتُحمد عقباها .. كل ذلك لشدة انتماءه لنادٍ معين ، أو زيادة إفراطه في تشجيعه والتحيُّز له ، وعدم القدرة على عمل كنترول على ألفاظه وتصرفاته ، مما يُسهم في تصرفات سيئة للغاية سواء كانت لفظية أو فعلية ، وقد تصل أحيانًا للتشابك بالأيدي ، واستخدام السلاح الأبيض ، وتفشي الكراهية والحقد بين جماهير النوادي ، ومن هنا وجب علينا العمل على تنشئة الأطفال على عدم التعلق بنادٍ معين بتهور ، وزرع فكرة تقبُّل الرأي والرأي الآخر ، وتقبُّل النقد الإيجابي ، وعدم توريثهم التعصب من غير قصدٍ منَّا والاندفاع معهم دون أن نشعر ، كما يجب علينا تنمية الثقافة الرياضية لديهم وعدم إهمالها ، وتفعيل ظاهرة التشجيع النموذجي الإيجابي بينهم بالنصح ، وإرشادهم للطرق الصحيحة للتشجيع ، فما نراه هذه الأيام في قنوات التواصل الاجتماعي ظاهرة سلبية لاتمت للدين ولا للأخلاق بصلة ، فلقد تعدَّى كثير من المتعصبين الخطوط الحمراء، وأصبحوا يلمزون بعضهم البعض، ويتنابزون بأسوء الألقاب ، ويستهزئون ويسخرون من خلق الله ، وينشرون الأكاذيب والإشاعات المُغرضة للتعصب الرياضي ، ومن هنا يجب علينا أيضًا أن نجعلهم يقتنعون بالمعنى الحقيقي للرياضة بما فيها من التخلُّق بالأخلاق الحميدة ، والتحلِّي بالروح الرياضية وتوطين النفس على تقبل كل الاحتماليات سواء الفوز أو الخسارة أو التعادل ، وإعادة تفعيل ثقافة التشجيع الإيجابي بينهم بالعبارات المناسبة ، وعدم الإساءة للمنافسين أو الاستهزاء بهم والسخرية والطقطقة عليهم ، والتي تمس الدين والأخلاق والأعراض والأجناس والأعراق ، مع فكرة عقد ندوات ولقاءات ودية في الأندية لنزع فتيل التعصب والعنف الرياضي غير المحمود .