الحج لا فوضى فيه .. والتصريح أولًا

بقلم ـ محمد العتيّق
-----------------------
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
تُثار كل عام بلبلة حول تنظيم الحج، وكأن الأمر مُفاجئ رغم وضوح التعليمات وسنوات التطبيق ، المملكة العربية السعودية تسخّر إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، ولكن وفق أنظمة تنظم الحشود وتضمن سلامتهم ..
التصريح شرط أساسي، لأن المشاعر المقدسة تقع في بقعة محدودة لا تحتمل الفوضى، ولا تقبل العشوائية ، لو تُرك الأمر مفتوحًا، لتجاوز عدد الحجاج الخمسة ملايين، ولأصبح الزحام سببًا للهلاك، لا للنسك والطاعة.
من يأتي بتصريح يجد الترحاب والخدمة والرعاية الصحية، حتى لو احتاج إلى عمليات دقيقة أو إخلاء طبي ..
الدولة تضمن له حقوقه في النقل والسكن والعلاج، بل ويُفَوَّجُ إلى المشاعر برعاية كاملة إن تعذّر عليه التنقل ..
أما من يأتي بلا تصريح، فلا يلومنّ إلا نفسه ، لا فرق في ذلك بين سعودي أو مقيم أو وافد، فالأنظمة تطبَّق على الجميع ..
المملكة لا تفرّق بين الجنسيات، ولا تحابي أحدًا، بل تنظم الحج بما يحفظ الأرواح ويصون أمن الحجيج ..
من لا يُكتب له الحج هذا العام، فليؤمن أن الأعوام تتوالى، وأن الله لا يكلّف نفسًا إلا وسعها ..
الخروج في مقاطع تصور المنع لا يغيّر من الواقع شيئًا، بل يكشف مخالفة واضحة، لا تُغني عن الحق شيئًا ..
الرحمة لا تُنال بمخالفة الأنظمة، بل بطاعة الله وطاعة أولي الأمر، خاصة من وُكِّلوا بخدمة الحرمين.
المملكة، بقيادتها وشعبها، قدّمت وتُقدّم للحاج ما لا تقدمه دولة أخرى، صحياً وخدميًا وأمنيًا وإنسانيًا ..
ولهذا، لا مزايدة على خدمة الحجيج، ولا عذر لمن تجاوز التعليمات، فالطريق معروف، والشروط واضحة ، من جاء بتصريح فمرحبًا به، ومن لم يأتِ، فليعد ويستعد لعامٍ قادم، وليلزم النظام قبل أن يطلب الرضوان .