|

عيد الأضحى بهجة العطاء وروح التسامح ..

الكاتب : الحدث 2025-06-08 08:23:21

بقلم🖋علي بن أحمد الزبيدي
--------------------------- 

 

يحلّ عيد الأضحى المُبارك كل عام حاملًا معه نفحات الإيمان، وبهجة اللقاء، وروح العطاء ، إنّه ليس مجرد يوم احتفال، بل هو تجسيد حيّ لِقيم التضحية والفداء التي أرساها نبي الله إبراهيم - عليه السلام-  في قصة الفداء والتلبية، في هذا اليوم، تتزين البيوت وتُشرق الوجوه، وتتعالى أصوات التكبير والتهليل، إيذانًا بفرحة عظيمة تغمر كل بيت ..

تُعد الأضاحي من أبرز شعائر هذا العيد، فليست مجرد ذبح للأنعام، بل هي قربان يتقرب به المسلم إلى ربه، وشكرٌ لله على نعمه التي لا تحصى ..
 تتجلى في الأضحية أسمى معاني المشاركة والتكافل الاجتماعي، حيث يتم توزيع لحومها على الأهل والأقارب، والفقراء والمحتاجين، هذا التقسيم يضمن وصول الخير إلى كل بيت، ويُعزز من ترابط المجتمع، عندما تمتد الأيدي باللحم الطاهر المُسمى عليه، تمتد معها جسور المودة والتراحم، وتُنسج خيوط المحبة بين الغني والفقير، والقريب والبعيد. ..

إنّ عيد الأضحى هو فرصة ذهبية لتجديد صلة الأرحام، وتلمّس احتياجات الأقارب، زيارة الأهل والأصدقاء، وتبادل التهاني، وهي ليست مجرد عادات اجتماعية، بل هي فرصة للسؤال عن أحوالهم، وتقديم العون لمن يحتاج، فكثير من الأسر قد تمر بضائقة دون أن تُفصح عنها، وهنا يأتي دور العيد ليفتح الأبواب للمبادرة بالخير ..

والعيد يتجاوز دائرة الأقارب ليشمل من هم في أمس الحاجة في هذا اليوم من الفقراء والمساكين، ليُصبح واجبنا الإنساني والديني أكبر، ويجب علينا أن نتذكر أن فرحتنا لا تكتمل إلا إذا شاركنا فيها من لا يملكون الكثير ..
إنّ توزيع الأضاحي، وتقديم العيدية للأطفال، وكسوة العيد للمحتاجين، كلها أعمال تُدخل البهجة إلى قلوب بائسة، وتُشعرهم بأنهم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع ..

تتخلل أيام العيد بهجة عارمة، تنعكس في ضحكات الأطفال، ولقاءات الأحبة، وزيارات الأصدقاء ..
إنه يوم يُنسي الخصومات، ويُفتح القلوب للمصالحة، فالعيد هو دعوة صريحة لنشر المحبة والألفة والتسامح ..
نُصافح من قطعنا، ونُسامح من أساء إلينا، ونمد يد العون لمن خذلنا ..
في هذا اليوم، تُطوى صفحات الماضي وتُفتح صفحات جديدة من الودّ والاحترام المتبادل ..
إن روح العيد تدعونا إلى أن نكون أفضل نسخة من أنفسنا، وأكثر كرمًا، وأكثر تسامحًا، وأكثر حبًا للآخرين، ففي كل بسمة تُقدّم، وفي كل يد تُصافِح، وفي كل دعوة تُستجاب، تتجلى حكمة هذا العيد العظيم، وتتأكد مكانته كفترة من الأمل والوحدة والتجديد الروحي ..

همسة الختام :
عيد الأضحى المبارك ليس عيداً للأضاحي  والولائم بل هو عيد فرحة وبهجة وسعادة حتى لمن لا يملك أضحية فأشيعوا الفرح واستشعروا السعادة وربّوا أولادكم على أنّ الاحتفال بالعيد شعيرة ولا تقيدوا فرحتهم بالاستعداد للاختبارات أو حوادث ونوائب الدهر أو الخصومات والنزاعات بين الأقارب .