|

أين المقر العادل لجامعة الدول العربية؟

الكاتب : الحدث 2025-06-08 08:47:10

بقلم : محمد بن سعيد آل درمة
------------------------------------


هل أصبحت الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية اليوم مقرًا منطقيًا وحتميًا لجامعة الدول العربية؟ وهل أصبح من الضرورة بما كان أن يكون الأمين العام للجامعة سعوديًا؟ سؤال يتم تداوله وطرحه من كثير من المثقفين العرب، وقد يتعجب أحدهم ويسأل لماذا السعودية بالذات دون غيرها؟ فأقول له السعودية‬ تدعم دول وشعوب وفقراء العالم أجمع وتغيثهم وتطعمهم بسخائها، حررت وحمت ونصرت دول عديدة منها الكويت‬ والبحرين‬ وفلسطين‬ ومصر‬ واليمن‬ ولبنان‬ والسودان‬ وسوريا‬ على مر التاريخ وغيرها بقوتها ومالها، يعيش بها ملايين البشر يغذون ويطورون أوطانهم من خيراتها، ترعى الحرمين الشريفين‬ وتخدم زوارها من معتمرين وحجاج كل عام من مئات السنين دون توقف، تبني الجوامع في شتى أنحاء العالم بأموالها، وتنشر الإسلام بدعاتها، ينعم المواطن والمقيم فيها بأعظم النعم بعد الإيمان بالله من أمن وأمان وطمأنينة وكرامة ورغد عيش ويتمتع بمقدراتها، يقول تعالى: "رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر".

الرياض حررت الكويت، وأنقذت البحرين، وجمعت اليمنيين فخرجت منهم الشرعية، الرياض جمعت السودان فخرج بيان جدة للسلام، الرياض أعادت سوريا إلى الحضن العربي ورفعت العقوبات الأمريكية والأوروبية عنها بتدخل سعودي بحت وقوة وحب وصدق من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الرياض وقّع اتفاق بين خصوم أمريكا وروسيا كادا يشعلان المنطقة، والرياض جمعت قممًا ثلاثية وخماسية بين أميركا والصين وروسيا والعرب، الرياض هي العاصمة الوحيدة التي وُقّعت فيها اتفاقات كبرى لا بيانات تضامن، بعد كل ذلك ألا يحق للمواطن العربي والسعودي على وجه الخصوص أن يتسأل لماذا مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (عدا لفترة بسيطة عندما أنتقلت إلى تونس) وليس في الرياض؟ والأمين العام مصريًا منذُ تأسيس الجامعة وحتى اليوم وليس سعوديًا؟، حيث الدعم المالي الأضخم للجامعة العربية يأتي من الرياض، فأين تكون موازين التأثير الحقيقية؟

وقامت جامعة الدول العربية في الأساس لتحقيق العديد من الأهداف الهامة، منها تعزيز الأمن الجماعي العربي، ويعُد ذلك أحد أهم الأهداف الأساسية للجامعة، حيث تعمل الجامعة على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء لضمان الاستقرار والأمان في المنطقة العربية، يشمل ذلك التعاون في مجالات متعددة مثل مكافحة الإرهاب وحل النزاعات الإقليمية وتعزيز الأمن الحدودي، وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في الدول الأعضاء، وتحقيق الأمن الجماعي، وتعمل الجامعة على بناء بيئة مستقرة وآمنة تسهم في تحقيق التنمية ورفاهية شعوب المنطقة العربية ..

وللعلم والإحاطة الرياض عاصمة المملكة تستضيف اليوم ١١٨ مقرًا إقليميًا لكبرى المنظمات العالمية وهي العاصمة الاقتصادية الأولى عربيًا، والسعودية الأقوى تأثيرًا في منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك وأوبك بلس، وأسرع عواصم الشرق الأوسط نموًا في جذب الاستثمارات العالمية، والسعودية الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين، وهي التي تملك أكبر اقتصاد عربي ١,١ تريليون دولار، وهي الدولة التي تقود أكبر مشروع تكامل عربي (الربط الكهربائي، الأمن الغذائي، التحالف الدفاعي، الاقتصاد الرقمي)، وهي الممول الأكبر تاريخيًا للجامعة العربية، والأصدق في التزاماتها، والرياض اليوم مقرًا رئيسيًا إقليميًا لما يقارب ٦٠٠ شركة عالمية، فإن كانت الجامعة للعرب جميعًا، فلِمَ لا يكون مقرها الرئيسي في عاصمة العرب جميعًا؟ ..
 وختامًا : وبعد كل ذلك السرد من هي الدولة العربية الأحق باستضافة مقر جامعة الدول العربية؟ وأي دولة أقدر بأن يكون أمين جامعة الدول العربية ينتمي لها، أليس السعودية؟ .