|

مكانة الأب في الإسلام ..!

الكاتب : الحدث 2025-06-16 07:07:11

بقلم ــ  محمد العتيق
-----------------------------  


مكانة الأب في الإسلام تقدير يتجاوز الأيام .. ويتجلى في ثقافتنا الإسلامية بصورة أعمق وأشمل مما قد تحمله احتفالات عالمية بيوم الأب، التي قد نجدها في مجتمعات أخرى ، فبينما يخصص الغرب يومًا لتذكر الأب أو الأم بتقديم الهدايا والزيارات، فإن مكانة الوالدين لدينا تتجاوز حدود الأيام والمناسبات، لتكون قيمة متأصلة في نسيج حياتنا اليومية ، إنها قيمة تستمد قوتها من تعاليم ديننا الحنيف التي رفعت منزلة الأبوين، وجعلت برهما من أجل القُربات وأعظم الطاعات ..


إن الأب في الإسلام ليس مجرد رمز يُحتفى به لمرة واحدة في العام، بل هو كيان عظيم، له تقدير وحق وواجب لا ينفك. لقد قرن الله سبحانه وتعالى رضاه برضا الوالدين، وجعل طاعتهما سبيلًا إلى الجنة ، بل إن الأمر يتعدى ذلك ليطلب منا مصاحبتهما في الدنيا معروفًا، حتى لو دعوا إلى الشرك، فذلك لا يمنع الإحسان إليهما والمصاحبة بالمعروف، وإن كانت الطاعة في المعصية ممنوعة. هذا التكريم الرباني يعكس الأهمية القصوى لدور الأب في بناء الفرد والأسرة، وفي تشكيل أجيال تتحمل مسؤولياتها ..


إن قيمة الأب، بما غرسه فينا من أخلاق وقيم، وبما ترك من أثر في تربيتنا، لا يمكن اختزالها في يوم واحد. إنه نعمة لا ينفك يوم إلا ونتذكر فيها والدنا، كلماته، نصائحه، وتوجيهاته التي ربما بدت لنا في حينها غير مناسبة، ولكن مع مرور الزمن وتجارب الحياة، نتأكد أن ما قاله كان هو الحق والحقيقة بنسبة كبيرة جدًا ، فكل تجربة نمر بها، وكل قرار نتخذه، يحمل بصمة تربيتهم وتوجيهاتهم التي كانت بمثابة بوصلة لحياتنا ..


لذلك، وفي هذا اليوم وفي كل يوم، نلهج بالدعاء لآبائنا وأمهاتنا بأن يجزيهم الله خير الجزاء على ما قدموا لنا، وعلى تحملهما الصعاب في تربيتنا وتنشئتنا، لتظهر أخلاقنا الطيبة وتعاملاتنا الحسنة كشاهد على تربيتهم الصالحة ، إن هذا الأمر يكفي لأن نخصهما بدعاء لا ينقطع أبدًا، متجاوزين بذلك أي احتفال عابر بيوم محدد. فمكانتهما في قلوبنا تتجاوز الاحتفالات الشكلية، لتكون حاضرة في كل نفس وكل دعاء .