بقلم ـ عبدالله عسيري
---------------------------------

مع انطلاق الإجازة الصيفية، تتجه أنظار الكثيرين نحو منطقة عسير، التي أصبحت واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة، لما تتميز به من طبيعة خلابة وأجواء معتدلة تختلف عن باقي مناطق المملكة في هذا التوقيت من العام. وتستقبل عسير الآلاف من الزوار الذين يبحثون عن ملاذ بعيد عن حرارة الصيف، للاستمتاع بجمال الطبيعة واكتشاف ما تزخر به المنطقة من مواقع سياحية وتراثية متنوعة ..

تُعد مدينة أبها وجهة رئيسية للسياح، خاصة منطقة السودة التي ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 3 آلاف متر، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمشاهد البانورامية الخلابة والأجواء الباردة التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى مستويات تجعلها واحدة من أفضل الوجهات صيفاً في المملكة .. وتُزين الغابات الكثيفة والمنحدرات الجبلية المكان، ما يمنح الزوار تجربة فريدة من نوعها تجمع بين المغامرة والهدوء في آن واحد ..

وتحرص الجهات المختصة في عسير على تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات الترفيهية والثقافية خلال موسم الصيف، والتي تتنوع بين الفعاليات الموسيقية والفنية، والأسواق الشعبية التي تعكس تراث المنطقة، فضلاً عن الأنشطة الرياضية مثل رياضة المشي في الجبال، وركوب الدراجات في المسارات الجبلية، ما يجعل الإجازة الصيفية مليئة بالتجارب الفريدة والذكريات الجميلة ..

ولا تقتصر مقومات عسير السياحية على أبها والسودة فقط، بل تشمل مناطق مثل النماص وتنومة وبلقرن، التي تحتضن الغابات والشلالات الطبيعية والقرى الأثرية، إضافة إلى الأجواء الريفية التي تعكس طابع المنطقة الأصيل وتمنح الزائر فرصة للاطلاع على العادات والتقاليد المحلية في أجواء يسودها الكرم والترحاب ..

وتأتي هذه الحركة السياحية النشطة في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز السياحة الداخلية وتنمية المناطق السياحية في المملكة، حيث شهدت منطقة عسير خلال السنوات الأخيرة مشاريع تطويرية متعددة تهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات السياحية، مما أسهم في رفع مستوى جودة الحياة ودعم الاقتصاد المحلي ..

الإجازة الصيفية ليست مجرد وقت للراحة، بل فرصة لاكتشاف جمال المملكة، وتجربة ثقافية وسياحية متكاملة، وعسير اليوم تثبت أنها وجهة لا غنى عنها لكل من يبحث عن المتعة والاسترخاء والتجدد داخل حدود الوطن، وسط أجواء لا تُقاوم وطبيعة تأسر الألباب .