|

بوابة القبول الموحد: جسر الطموح وإشراقة المستقبل

الكاتب : الحدث 2025-06-25 05:37:33

بقلم - حسن بن محمد المباركي
——————————————

ذات يوم، وفي إحدى صالات انتظار المسافرين، شدّني حديث شاب مع والده، كان الشاب يتحدث بنبرة ينتابها القلق، وتكتنفها الحيرة، وتؤنسها الأمنية المنتظرة.
قال: "اليوم أنهيت المرحلة الثانوية، وأشعر بالخوف، لا أدري كيف ستكون خطوتي التالية نحو الجامعة".

ابتسم الوالد، ونظر إليه نظرة تفيض طمأنينة وثقة، ثم قال: "لا تقلق يا بني، فمستقبلكم ترعاه أيدٍ أمينة".

لم تكن كلمات الوالد مجرد عبارة عابرة، بل كانت تلخيصًا صادقًا لتحول وطني عظيم، تجسده رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ولا سيما في قطاع التعليم، حيث حرصت القيادة الرشيدة–أيدها الله–على تمكين أبناء الوطن، وفتح آفاق المستقبل أمامهم بوسائل متطورة، وإمكانات عصرية، تعزز من فرصهم، وترتقي بطموحاتهم.

لقد بات التعليم في المملكة أنموذجًا متقدمًا، يجعل من الطالب محورًا، ومن العلم ركيزة، ومن التقنية وسيلة للعدالة والشفافية.

ومن هنا جاءت بوابة القبول الموحد كأحد الثمار الناضجة لهذا التحول الوطني، وجسرًا ذكيًا يَعْبُرُ من خلاله الطالب والطالبة من مرحلة الحيرة إلى آفاق الاختيار بثقة واطمئنان.

إن بوابة القبول الموحد ليست مجرد منصة رقمية، بل هي نموذج حيّ لتكامل الجهود، وتوحيد الفرص، وتسهيل الإجراءات، بحيث يتمكن الطالب من التقديم على عدد من الجامعات والمؤسسات التعليمية التقنية والمهنية في وقت واحد، ومن مكان واحد، ووفق خطوات واضحة، تبدأ بإدخال الرغبات، وتنتهي بإعلان النتائج.

وقد أسهمت هذه البوابة في ترشيد القرار، وتقريب الطالب من التخصص الأنسب لقدراته، والأقرب لميوله، والأكثر مواءمةً مع احتياجات سوق العمل، بل إن ما يميز هذه المنصة حقًا هو ما تحققه من عدالة ومساواة، فالجميع يقف على أرض واحدة، وينطلق وفق معايير موحدة، دون تحيز أو تمييز.

وقد صُممت البوابة تصميما متكاملا دقيقا مع عدد من الجهات الحكومية؛ لضمان موثوقية البيانات وصحة المعلومات، مما يمنح الطالب إحساسًا بالثقة، ويجنبه الوقوع في الحيرة أو التشتت.

وما هذا إلا تطبيق دقيق لتوجيهات القيادة الحكيمة، التي جعلت التعليم في قلب الرؤية، مؤمنةً بأنه هو السلاح الحقيقي لبناء الإنسان، والركيزة الأساسية في مشروع الوطن الطموح، الذي يسعى إلى اقتصاد مزدهر، ومجتمع معرفي نابض بالحيوية.

وأقول لكل شاب أنهى مرحلة التعليم العام، وإلى كل فتاة تقف على عتبة الحلم الجامعي:
لا تدعوا القلق يُطفئ في صدوركم شعلة الثقة والعزيمة والإصرار، ولا تجعلوا الحيرة تعيق خطاكم، فأنتم في وطن يفتح لكم ذراعيه، ويهيئ لكم طريقًا ميسرًا نحو المستقبل.

انطلقوا بخطًى ثابتة، وارسموا قراراتكم بوعي، فأمامكم فرص واعدة، وآفاق رحبة، وأنتم عماد الرؤية، وبكم تُبنى صروح الطموح، وتُرسم ملامح الغد الذي ننتظره جميعًا.

فأنتم رُسل التغيير وأمل الغد، وبجهودكم تتواصل مسيرة التقدم والنهضة.
 
فلتكن ثقتكم بالله ثم بأنفسكم عنوانًا لكل قرار، ولتكن إرادتكم شعلةً تضيء دروب النجاح، وتكتبوا بفكرٍ طموح وعزيمة لا تلين قصةَ وطنٍ يرفرف في سماء المجد.

نسأل الله أن يكلل مساعيكم بالتوفيق، وأن يجعل مسيرتكم نحو العلم طريقًا للخير والنجاح، وسبيلًا لتحقيق أحلامكم وأحلام هذا الوطن العظيم.