|
الكاتب : الحدث 2025-07-21 01:10:08

بقلم ـ عبدالله عسيري


في زمنٍ ازدحمت فيه القلوب بالضجيج، وتاهت الأرواح بين السرعة واللهث وراء الماديات، يبرز سؤال يهمس به الداخل بصوت خافت لكنه مؤلم: أين الحب؟

أين ذلك الشعور الذي كان يبعث الدفء في أعماقنا؟ أين ذلك الحنين الذي كانت تنبت منه الأغاني، وتُكتب بسببه أجمل القصائد؟ أين النظرات الصادقة التي لم تكن بحاجة إلى تفسيرات، والوعود التي كانت تُقال مرة واحدة وتُصدق للأبد؟

الحب لم يغب، لكنه اختبأ. وأصبح يتوارى خلف حذر البشر، خلف تجارب كسرت القلوب، خلف خيبات متكررة جعلت البعض يلبس وجهاً غير وجهه ويخبئ طهارته وراء قناع من الصمت أو التصنع.

كنا نحب ببساطة، نحب بدون شروط، وبدون تردد. اليوم أصبحنا نُخضع الحب لحسابات معقدة، و نقيسه بما يُقدَّم لا بما يُشْعر، نطالبه بالثبات ونحن المتقلبون.

الحب شعور ليس له وصف ، وليس كلمة تُقال بدون احساس..
الحب الصادق هو شعور نقي، لا يتغير مع الوقت، ولا يتأثر بالظروف. هو وفاء دون شرط، واهتمام دون مقابل، وراحة يجدها القلب في قرب من يحب، وصدق يُشعرك بالأمان حتى في الصمت.


الحب ليس رسائل مكررة، ولا صورًا تُنشر لتُثبت للآخرين وجوده. الحب الحقيقي هو ذاك الذي لا يحتاج إلى إعلان، الذي يُرى في التفاصيل الصغيرة و في الخوف على الآخر، و في السكون بجانبه دون حاجة للكلام، في أن تُصغي له حين ينهار، وتفرح له حين ينجح، وتبقى معه حين يخذله الجميع.

أين الحب؟
إنه فيك، وفيّ، و في كل من يملك قلبًا لا يزال ينبض بالإخلاص رغم الألم، ويؤمن بأن المشاعر النقية لا تموت، بل تختبئ لتنجو من التلوث، وتعود حين تجد من يستحقها.

فلنعد نحن إلى الحب، إلى صدقه ونقائه، فلعل السؤال لا يكون “أين الحب؟” بل “هل نحن مستعدون لأن نحب بصدق من جديد؟”