بقلم ــ جبران شراحيلي ٠٠

الله عزوجل خلق البشر بأشكال و ألوان مختلفة ، وجعل فيهم غريزة لحب الحياة ، وهيأ لهم سبل العيش في شتى بقاع الأرض .  كما ميزهم عن سائر مخلوقاته بالعقل وبالنطق بالكلام ، وشرع لهم الشرائع الدينية التي تحفظ مكانتهم الاجتماعية  ٠

خلق الله عزوجل البشر وميزهم بالعقل الذي من خلاله يدركون الحقائق والمعقول واللامعقول ، ويدركون الصح من الغلط والطريق المستقيم من الطريق المتعرّج ٠

الله عزوجل خلق البشر،  ووضع في جسدهم روح تحس ،تنبض ، تنشرح ،تتأثر، تدافع، تهاجم، ، تكون في المقدمة، تكون في المنتصف، تكون في المؤخرة، تكون طموحة، تكون سبهللة، شغوفة لكل ما هو بعيد، متساهله مع كل ماهو قريب .

الله عزوجل جعل في الروح الواحدة مشاعر خاصة بها  تتذوق به الأشياء وإن كانت تلك الأشياء غيره ملموسة، يعجب هذه الروح الشيء فترتاح له ويسكن داخلها وإن كان بالمقابل لا يعجب الروح الأخرى في الجسد الآخر ٠

الإعجاب للروح مختلف كاختلاف بصمة الإصبع لكل شخص فما يعجب تلك لا يعجب هذه ، وما يسكن بتلك لا يسكن بهذه ،  وعلى هذا القياس يكون المأكل والمشرب والملبس والدور ٠

الحياة برمتها والأرض بوسعها قد لا تعجب الروح إذا أحست إن مشاعرها لا تتقبلها وتفضل مغادرة الحياة على البقاء بها ،ما يعجبك لايعجب غيرك فطرة وميزة اختص الله بها الروح البشرية .