|

الرياض في عيون عاشقيها

الكاتب : الحدث 2025-08-04 09:26:57

بقلم ــ حسن النجعي

لم تكن الرياض مجرد مدينة بالنسبة لي، بل كانت مسرحًا للذكريات وكتابًا كتبنا فيه فصلاً من حياتنا. فحين كنت أسكنها، كانت كل زاوية فيها تحكي قصة، وكل غروب شمس يتوشح بأمنيات أن لا ينتهي اليوم.

لم تكن المباني الشاهقة ولا الطرق الواسعة هي ما جذبني في الرياض، بل كان حضورها... كانت تسكنني، ومعها كانت كل لحظة تزهر وكأنها من فصل الربيع. كان الوقت يمضي ببطء حين أكون بقربها، وكأن الرياض تمنحني امتدادًا للزمن لأحفظ أكثر عدد من الذكريات.

أحببت الرياض لأنني أحببتها، وأحببتها لأنها جعلت الرياض وطنًا للروح قبل أن يكون موطنًا للجسد. من شوارع التحلية إلى سكون الثمامة، كانت كل زاوية تتحدث عن كل شيء بصمت، وحين تضحك، كان للسماء لون آخر، وللهواء طعم مختلف.

لكن رحلت عن الرياض، وأصبحت المدينة أكثر اتساعًا وأقل دفئًا. الناس يمضون في دروبهم، وأنا أمضي في درب الذكرى. أفتقدك يا رياض، وأفتقد تلك اللحظات التي تشبه الأحلام، تلك اللحظات التي كلما مرت في بالي تمنيت أن تعود.

يا ليت تلك اللحظات الجميلة تعود، ولو للحظة واحدة... لأخبرك كيف أصبحت الرياض بدونك، وكيف أصبح قلبي يسكن مدينة من الحنين.

وبقيت الرياض عاصمة الحب في قلوب عاشقيها، حيث تسكن الذكريات الجميلة وتزهر اللحظات المفعمة بالأمل والحياة. فهي مدينة الأحلام والآمال، ومهبط الهوى والعشق الأبدي.

في كل زاوية من زواياها، تتجلى روح الحب والتآلف، فتضيء المدينة بنور المحبة وتنبض بإيقاع القلوب العاشقة. إنها الرياض، عاصمة الحب والحياة.