|

ثق بالله واعتذر لنفسك

الكاتب : الحدث 2025-08-09 01:17:06

بقلم ـ  محمد بن عبدالله العتيق 

في زحام الحياة وضغوطاتها، يواجه الإنسان تحديات وألمًا قد يثقل كاهله، لكنني أردد في نفسي دائمًا : "ما يؤلم اليوم سيهون غدًا ". هذه ليست مجرد كلمات للتسلية، بل هي عقيدة راسخة في قلبي. أثق بالله كل الثقة، وأؤمن بأنَّ  الأقدار كلها بيده. عندما يمتلئ قلبي بهذا اليقين، تزول الهموم وتتبدد الأحزان. أدرك أنَّ كل ما أمرُّ به، من خير أو شر، هو تدبير من الحكيم العليم. هذه الثقة تمنحني هدوءًا عميقًا وطمأنينةً لا مثيل لها، وتجعلني أنظر إلى المصاعب لا على أنها عقبات، بل كدروس مقدَّرة تحمل في طيَّاتها حكمة بالغة.

إنَّ إيماني المطلق بالله هو مرساتي التي أحتمي بها من عواصف الحياة. عندما تفهم الروح أنَّ كل شيء يحدث بإذنه ومشيئته، يتوقف القلق وتستكين النفس. أثق بأنَّ الله لن يخذلني، وأنه يدبر لي الخير حيثما كان، وإن لم أره في لحظتي الحالية. هذا اليقين هو الذي يجعلني أواجه كل يوم بقلب مطمئن، مستشعرًا القوة التي يمنحها لي إيماني. إنه ليس استسلامًا للواقع، بل هو قوة دافعة للعمل والسعي، مع تسليم الأمر كله في النهاية لخالق الكون.

وفي خضم هذه الرحلة، أجد نفسي أمام مرآة روحي، أسترجع أحداث حياتي الماضية. في كل مرة، أكتشف أنَّ هناك شخصًا واحدًا أستحق أن أعتذر له أكثر من أي شخص آخر: إنه نفسي. كم قسوت عليها؟ كم حملتها من لوم وعبء ليس لها به يَد؟ كم من الأحلام أجلَّتها خوفًا، ومن الفرص أضعتها ترددًا ؟ إنَّ ثقتي بالله لا تكتمل إلا بمسامحة نفسي والتصالح معها. هذا الاعتذار هو بداية الشفاء، وهو الخطوة الأولى نحو بناء علاقة صحية مع الذات.


ولذلك، قررت أن أعتذر لنفسي عن كل لحظة أرهقتها فيها بالهموم، وعن كل فرصة حرمتها منها، وعن كل كلمة قاسية وجهتها لها. إنَّ هذا الاعتذار، الذي ينبع من قلب يملؤه الإيمان والسكينة، يمنحني القدرة على الانطلاق مجددًا ، بصفحة بيضاء، وبثقة راسخة في الله، ونفسٍ متصالحة مع ذاتها. إنَّ طريق السلام الحقيقي يبدأ من هنا: من قلب أثق بالله، ومن نفسٍ أعتذر لها.