|

العودة للنور .. نور العلم

الكاتب : الحدث 2025-08-23 10:55:35

د/ سلمان الغريبي 
-----------------------------
العودة للدراسة يعني العودة للعلم ، والعلم نور و الجهل ظلام .. ومن زرع حصد ، وهاتان مقولتان شائعتان جميلتان كنا نؤكد فيهما على أهمية فهم معانيها و نستمتع بكتابتهما في حصة الخط مرةً بخط الرقعة ومرةً بخط النسخ ، وبمتابعة وحرص معلم الخط والذي مازلت أذكر خطه ورسمه وشكله واسمه منذ ذلك الوقت حتى كتابة هذا المقال ، والذي جعل الكثير منا ذوي خط جميل جداً وندعو له ، ومن هذه البداية من منا يُنكر فضل المعلم علينا بعد الله سبحانه وتعالى في كل أنواع العلوم  إلا جاهل جاحد حاقد حاسد ،  فَمنّ الله علينا بجهودهم وتضحياتهم وكانوا سببًا لنا بعد الله سبحانه وتعالى بأن كان منا القاضي والداعية والطبيب والمهندس والطيار والمحاسب وكل صاحب فكر ومتخصص في شتى أنواع العلوم التطبيقية منها والشرعية والأدبية ، ومن بعدنا أبناءنا وأحفادنا  ، فلهم منا جزيل الشكر والاحترام وألا متنان والعرفان لكل مابذلوه من أجلنا وأجل الأجيال القادمة وجعل كل هذا في موازين حسناتهم ، وبارك لهم وفيهم ويكرمهم بالجنة ونعيمها ،  ولكن للتذكير فقط ليس إلا وبمناسبة قرب العودة للمدارس بأنكم أنتم المسؤولون أيها المعلمون أمام الله عن التعليم وتربية الأجيال القادمة وحُملتم أمانتها ،  فاجتهدوا كما عهدناكم في أداء الواجبات المناطة لكم على أكمل وجه ، وأن تكونوا قدوة صالحة يُقتدى بكم في أقوالكم وأفعالكم وأعمالكم ، واصدقوا بنياتكم مع الله في التعليم بأمانة وإخلاص ، وفي أداء الرسالة على أكمل وجه ، بالكلمة الطيبة والأسلوب الراقي السلس الحسن ، فهذا سوف يغير  كثير من المفاهيم الخاطئة عند كثيرٍ من الطلاب وفي حياة الإنسان نفسه المتصل بالتعليم ، وصولاً للأسرة والمجتمع بأسره بدايةً من رسالة المدرسة مرورًا بالمجتمع وإنتهاءً بالمنزل ..
أما أنتم أيها الآباء والأمهات -أعانكم الله- كونوا خير معين للمدرسة من أجل صلاح ونجاح فلذات اكبادكم ، وذلك من خلال بتتبع مستواهم والسؤال عنهم من حين لآخر وعن تحصيلهم ومواظبتهم وسلوكهم ؛ ليكونوا بذور صالحة لمجتمع راقٍ ومتعلم بعون الله وتوفيقه ..
أما أنتم يافلذات أكبادنا -حفظكم الله ورعاكم وسدد على دروب العلم خطاكم- اعلموا بأن العلم حياة للحياة وللقلوب ورونقها وزينتها ورياض العقول وحكمتها وراحة الروح وطمأنينتها فاجتهدوا في طلبه واحرصوا عليه ولا تفرطوا في دقيقة تتعلمون فيها ما ينفعكم ويؤمن مستقبلكم ..
والدولة -حفظها الله ورعاها-حريصة كل الحرص على التعليم العام والجامعي ، فجهزت المباني المدرسية والجامعية على أحدث الأنظمة من مختبرات وقاعات تعليم وأمن وسلامة ، و وفرت المناهج الدراسية ، وأجهزة الاتصال ومنصات التعليم لكافة المراحل ..

وختامًا : اعلموا أن التعليم من أعظم النعم وأرقاها وأنبلها ، به تسمو المبادئ والقيم ، وتعلو وتنتصر الأمم ، وهو من أزكى وأفضل الطاعات ، والله سبحانه وتعالى أمر بالزيادة والتحصيل فيه ، قال تعالى : (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) وقوله تعالى:(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) وقول نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا ، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة) .