عام دراسي جديد نحو قمم التميّز

✍️ بقلم: علي بن أحمد الزبيدي
مع إشراقة صباحٍ جديد، وعودة صدى الأجراس إلى أروقة المدارس، يبدأ عامٌ دراسيّ يحمل في طياته الأمل، ويستدعي العزيمة، ويرسم ملامح مستقبل وطن يتطلع إلى القمم.
إنّ عودة المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات ليست مجرد عودة إلى مقاعد الدراسة، بل هي عودة إلى رسالتنا العظمى، رسالة العلم والبناء والنهضة.
ولعليّ هنا أبعث أربعة رسائل بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد 1447هـ لنتعاون فيما بيننا؛ لنحقق رؤية المملكة 2030 والتي تسعى لجعل التعليم في السعودية منارة تحتذى .
الرسالة الأولى إلى طلابنا وطالباتنا
أنتم جيل المستقبل، وعليكم تُعقد الآمال، فالمدرسة ليست مكانًا للكتب والواجبات فحسب، بل هي مصنع للقدرات، وبوابة للأحلام، وميدان لبناء الشخصية والهوية، وعليكم أن تلتزموا بالنظام وبالانتظام، واجعلوا من حضوركم اليومي عادة لا تنقطع، واحترموا معلميكم ومعلماتكم، فاحترامهم جزء من العلم، ومن يزرع الاجتهاد والانضباط اليوم يحصد غدًا مكانة ونجاحًا وفخرًا.
الرسالة الثانية إلى أخواني المعلمين وأخواتي المعلمات،
أنتم قناديل المعرفة التي تنير الدرب، والقدوة التي تستمد منها الأجيال قيمها وأخلاقها، ومع عظم مسؤوليتكم وثقتنا فيما تقدمونهم من تضحية وعطاء أدعوكم إلى مراعاة قدرات أبنائنا وبناتنا، وألا تكلَّفوهم بما يفوق طاقتهم، ليكون العلم متعة تُحب لا عبئًا يُثقل، أعيدوا مفهوم التعليم بتنويع طرائق التدريس، وثقوا أن بتفانيكم ورحمتكم وصبركم يكتمل البناء، وبكم تُحفظ هوية الوطن وتنمو نهضته.
الرسالة الثالثة إلى أولياء الأمور من آباء وأمهات، أنتم الشركاء الحقيقيون في رحلة التعليم وعليكم متابعة أبنائكم وبناتكم، وحثّهم على الحضور المنتظم، ومساعدتهم على الوصول إلى التميز، والتواصل المستمر مع المدرسة لتتكامل الجهود، فنجاح أبنائكم هو نجاح للوطن، وثمار صبركم ستشرق فخرًا في مستقبلهم.
الرسالة الرابعة إلى وزارة التعليم، لقد شهدنا في السنوات الأخيرة جهودًا جبارة لتطوير التعليم كتحديث المناهج، والاستثمار في التقنية، وتحسين البيئات التعليمية، ودعم المعلمين، وبناء شراكات تعليمية فاعلة، وهو جهد تشكرون عليه، وكل ذلك يمهّد لانطلاقة عامٍ دراسي مميز يعكس رؤية المملكة الطموحة للوصول إلى المراكز الأولى عالميًا، لكنّ المعلمين والمعلمات ينتظرون من وزارتهم الموقرة أن تكون أكثر قرباً منهم وحماية لهم من بعض الأقلام والأفواه التي تحاول أن تقلل من شأنهم .
همسة الختام
لنُقبل جميعًا على عامنا الدراسي الجديد بعزمٍ صادق، وتعاونٍ مثمر، وأملٍ متجدد… فبالعلم نسمو، وبالعمل نرتقي، وبالانضباط نصنع المستقبل.