البدايات ..نافذة مفتوحة على الغد

بقلم / فاطمة محمد مبارك
البدايات هي اللحظات الأولى التي تمثل نقطة انطلاق نحو شئ جديد، سواء على المستوى الفردي، أو الاجتماعي، أو العملي ،إنها فرصة للتغيير والتحرر من قيود الماضي، بما يحمله من ذكريات مؤلمة أو تجارب معيقة، خطوة لفتح صفحة جديدة يتركز فيها الاهتمام على المستقبل وما يحمله تباشير .
أن أشكال البدايات متنوعة ولكل منها دلالتها الخاصة
• البدايات الزمنية: مثل مطلع عام جديد يمنحنا فرصة لوضع أهداف مختلفة، أو بداية يوم جديد نستطيع أن نقرر فيه أن نتصرف بشكل أفضل من الأمس. كثيرون مثلاً يجدون في اليوم الأول من العام الدراسي حافز لتصحيح أخطاء الأعوام السابقة وبذل جهد مضاعف
•البدايات الشخصية: حين يبدأ الإنسان حياة جديدة، أو يلتحق بوظيفة مختلفة، أو يكتشف هواية تعطي معنى إضافي لحياته. فكثير من قصص النجاح انطلقت من قرار بسيط، كمن ترك عمل لم يعد يرضيه ليؤسس مشروعه الخاص، أو من حول شغفه بالقراءة أو الرياضة إلى مسار مهني ناجح.
• البدايات الاجتماعية: تتجسد في بناء العلاقات الجديدة، كالصداقة أو الزواج أو الشراكات والمبادرات. فكم من مبادرة مجتمعية صغيرة بدأت بفكرة بين صديقين، ثم تحولت إلى مشروع مؤثر يخدم مئات الأشخاص
• البدايات الفكرية: وهي الأعمق أثر ، عندما يعيد الفرد تشكيل نظرته للعالم أو يتبنى منظور جديد يوسع وعيه. والتاريخ مليء بنماذج لأشخاص أحدثوا تحولا كبير في حياتهم فقط لأنهم غيروا طريقة تفكيرهم، فانتقلوا من الاستسلام للفشل إلى الإصرار على النجاح.
ولكن ورغم ما تحمله هذه اللحظات من جمال ووعد بالفرص، إلا أنها فى الغالب تصاحبها مشاعر قلق أو خوف من المجهول ،فكل خطوة جديدة تثير تساؤلات مشروعة: هل سننجح؟ هل سنستطيع التكيف مع التغيير؟
ومن المهم أن نتذكر أن ليست كل بداية تنتهي بالنجاح. فكم من مشروع تجاري انطلق بحماس ثم تعثر بعد أشهر قليلة، أو علاقة إنسانية بدأت بالوعود سرعان ما انهارت أمام أول اختبار ،لكن حتى هذه البدايات الفاشلة ليست خسارة كاملة فهي تمنحنا خبرة عملية، وتعلمنا كيف نصحح المسار، وتكشف لنا عن قدرات لم نكن نعرفها في أنفسنا. وفي كثير من الأحيان، يكون الفشل المبكر هو ما يمهد الطريق لنجاح أعظم .
خلاصة القول …تظل البدايات هي النواة الأولى لأي إنجاز أو تغيير حقيقي. إنها تحمل في طياتها آمال جديدة وفرص لا تحصى للنمو والتطور لذلك، ينبغي أن ننظر إلى كل بداية كنافذة مشرعة على مستقبل مشرق مليء بالإمكانات ،لا تخف من الانطلاقة الأولى، سواء قادتك إلى نجاح مباشر أو إلى تجربة غير مكتملة ففي كل الأحوال ستخرج بخبرة أثمن فكل رحلة عظيمة تبدأ بخطوة صغيرة، لكنها الخطوة التي تفتح الطريق كله.