|

قائد العزم وصانع التحولات

الكاتب : الحدث 2025-08-31 02:14:41

بقلم المستشار : محمد بن سعيد أبوهتله 

في مثل هذا اليوم، (31 أغسطس ) من كل عام تمرُّ على الوطن ذكرى ميلاد رجل استثنائي، لم يعد اسمه مقترنًا فقط بقيادة المملكة، بل أصبح علامة فارقة في تاريخ المنطقة والعالم، إنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.-حفظه الله -

فمنذ بزوغ نجمه في المشهد السياسي، كان واضحًا أن أمامنا قائدًا مختلفًا، يتعامل مع المستقبل لا بوصفه مجهولًا، بل باعتباره مشروعًا يمكن صياغته ورسم ملامحه. جاء الأمير الشاب بخطة طموحة ، عُرفت بـ رؤية السعودية 2030، فتحولّت من برنامج اقتصادي إلى مشروع نهضوي شامل أعاد صياغة مفهوم الدولة العصرية في قلب الجزيرة العربية.


وفي غضون سنوات قليلة، استطاع الأمير محمد أن يضع المملكة في صدارة المشهد العالمي سياسيًا واقتصاديًا وتقنيًا. فالمشاريع العملاقة مثل نيوم، والقدية، والبحر الأحمر لم تعد مجرد مخططات على الورق، بل صروح شاهدة على طموح لا يعرف المستحيل.


كما أعاد صياغة مفهوم التنويع الاقتصادي ؛ ليجعل السعودية لاعبًا محوريًا في أسواق الطاقة والتقنية والاستثمار والسياحة، مثبتًا أن النفط ليس قدرًا أبديًا، بل وسيلة لتحقيق تنمية مستدامة.

لم يأتِ نجاح ولي العهد من فراغ، فقد نشأ في مدرسة والده الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله–، الذي يقف اليوم على رأس الهرم القيادي للمملكة العربية السعودية ، جامعًا بين حكمة وخبرات وقيادة والده المؤسس وإخوته الملوك من قبله . لقد عاصر الملك سلمان -حفظه الله - والده المؤسس الملك عبدالعزيز، ونهل من حكمته مباشرة، ثم عاش تجربة خمسةٍ من إخوته الملوك: سعود، فيصل، خالد، فهد، وعبدالله. -رحمهم الله -فجمع بين حكمة الأب المؤسس وثراء التجارب القيادية لخمسة ملوك، حتى صار هو عصارة خبرات  ستة ملوك قبله.

هذه التجربة الفريدة أورثها الملك سلمان لابنه الشاب محمد، فصقله بالخبرة والرؤية، حتى غدا ولي العهد امتدادًا لتاريخ عريق، ومشروعًا لمستقبل أكثر 

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود؛ فقد واجه ولي العهد منذ بداياته انتقادات شرسة من بعض دوائر الغرب، التي خشيت من قائد عربي شاب يمتلك رؤية جريئة تتحدى المألوف. لكن الأمير محمد لم يتراجع، بل قابل الحملات بالإصرار والعمل، حتى أثبت أن مشروعه ليس حلمًا عابرًا، بل حقيقة يراها العالم ماثلة أمامه.

واليوم، تحوّل الموقف الغربي من التحفظ والمهاجمة إلى التودد والاحترام. وأصبح الأمير محمد بن سلمان رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية، يُحسب له ألف حساب، ويُنظر إليه كأحد أكثر القادة تأثيرًا في القرن الحادي والعشرين.

إن ما يميّز الأمير محمد بن سلمان أنه يجمع بين جرأة القرار ووضوح الرؤية والإيمان العميق بالوطن. فهو قائد يدرك أن العظمة ليست مجرد ألقاب، بل قدرة على صناعة التحولات وتغيير مسار التاريخ. ولهذا لم يعد الحديث عنه يقتصر على كونه وليًا للعهدالسعودي ، بل صار يوصف بحق بأنه أحد عظماء القادة على مر العصور.

في يوم ميلاده، يجدد السعوديون والعرب ثقتهم في هذا القائد الذي أثبت أن العزيمة لا تنكسر، والطموح لا تحدّه الجغرافيا. إن محمد بن سلمان ليس فقط زعيمًا وطنيًا، بل مدرسة في القيادة، وعَلَمًا على أن المستقبل يُصنع ولا يُنتظر -حفظه الله وأعانه وسدده ووفقه - .