|

"جائزة عزوة" إرادة مجتمعية تترجم رؤية طموحة

الكاتب : الحدث 2025-09-04 08:53:35

بقلم د. طلال الحربي

في إطار مسيرة التنمية المتسارعة التي تشهدها العاصمة الرياض، تبرز المبادرات التي تلامس حاجة المجتمع وتستنهض هممه كأحد الركائز الأساسية للتحول الناجح. وفي خطوة لافتة تعكس هذه الرؤية، أطلقت أمانة منطقة الرياض "جائزة عزوة" لتكريم المبادرات المجتمعية المتميزة في المجال البلدي، والتي لا تمثل مجرد منافسة للحصول على awards، بل هي فلسفة متكاملة لتحفيز العمل التطوعي وتعزيز المشاركة المجتمعية، انسجامًا تامًا مع مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

إن أهمية هذه المبادرة تنبع من كونها تجسيدًا عمليًا لتحول جوهري في مفهوم الخدمة البلدية، من نموذج تقليدي قائم على تقديم الخدمة إلى نموذج حديث يشرك المواطن والمقيم كشريك فاعل في عملية البناء والتطوير. وهذا التحول هو نتاج جهود متواصلة تقودها أمانة منطقة الرياض  وسمو أمين الرياض الأمير الدكتور فيصل بن عياف، الذي يؤمن بأن تطوير المدن لا يكمن في الحجر فقط، بل في الإنسان الذي يعمرها، وبأن جودة الحياة تتحقق بجودة المشاركة المجتمعية.

وتأتي "جائزة عزوة" كثمرة من ثمار هذه الرؤية، حيث صممت مساراتها الأربعة الرئيسية – التطوع البلدي، والمبادرات المجتمعية الريادية، والمسؤولية المجتمعية، والمسار التقديري – لاستيعاب كافة طاقات المجتمع، من الأفراد المتطوعين المتحمسين، إلى الفرق المبتكرة، والمنظمات المسؤولة اجتماعيًا. إنها تخلق بيئة مشتركة يتنافس فيها الجميع على الخير، وتتحول فيها الأفكار الإبداعية إلى مشاريع ملموسة تترك أثرًا إيجابيًا في المشهد الحضري للعاصمة.

ولم تترك الأمانة هذه المبادرة للصدفة، بل أرسَت معايير تقييم دقيقة ترتكز على الابتكار والاستدامة والتأثير، مما يضمن أن المبادرات الفائزة ليست مجرد مشاريع لحظية، بل هي إضافات نوعية قادرة على الاستمرار والنمو، وتعزز الشراكات الاستراتيجية بين القطاعات المختلفة. المنصة الرقمية للجائزة هي خير دليل على سعي الأمانة لتبني أدوات العصر، لتسهيل عملية المشاركة والمتابعة وضمان الشفافية في كل المراحل.

 "جائزة عزوة" هي أكثر من مجرد جائزة؛ هي رسالة ثقة من قيادة الأمانة للمجتمع، وهي تجسيد حي لجهود منسوبي الأمانة الذين يعملون بجد لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. إنها تعزز قيمًا راسخةً كالعمل الجماعي والعطاء وروح الفريق، لتكون الرياض، كما أرادها قادتها، نموذجًا عالميًا لعاصمة نابضة بالحياة، يبنيها أبناؤها بسواعدهم وقلوبهم قبل أحجارها.