|

"شعيب لوذان"

الكاتب : الحدث 2025-09-05 11:41:07

بقلم ــ محمد بن عبدالله العتيق  

يقع شعيب لوذان في شمال محافظة المذنب، وهو أحد الأودية الستة عشر الموجودة في المحافظة. ينحدر هذا الشعيب من الغرب باتجاه الشرق، ويعبر الطريق المعبد المتجه إلى عنيزة ، ثم يصب شرقًا في رياض متعاقبة، ويكون مصبه النهائي في سبخة العوشزية الواقعة شمال شرق محافظة المذنب . وبالحديث عن هذا الشعيب  بنى  أحد رجال المذنب الكرام الشيخ إبراهيم الشتوي منتجعاً خاصًا وفيه مسجد لوالديه  وكذلك  محطة (ماء تحلية ) سبيل للناس  ،  في قصة إلهام لرجل كريم ، و لقد تأخرتُ كثيرًا في الكتابة عن شخصية بحجم وقيمة الشيخ إبراهيم بن عبد الله الشتوي، وهو تأخير لم يكن عن تجاهل، بل عن إجلال وتقدير لقامة يصعب وصفها بكلمات قليلة. إنها شهادةٌ من شاهد عيان، فما أكتبه ليس منقولًا ولا مسموعًا، بل هو ما رأيته بنفسي وعرفته عن قرب. لقد كان لي شرف التعرف على هذا الرجل النبيل، ورأيت فيه تجسيدًا حقيقيًا لكل ما قيل ويُقال عن الكرامة والمكارم.


إن ما يميز الشيخ إبراهيم الشتوي هو تلك الخصال الإنسانية التي تجعل منه مدرسة في العطاء، وابتسامته التي لا تفارق محياه، والتي كانت أول ما يرحب بك في وجهه كلما تقدمت إليه. بغض النظر عن مقام الشخص، سواء كان صاحب منزلة عالية أم كان من عامة الناس، كان يعامل الجميع بسواسية، دون كبر أو تعالٍ. لم أرَ منه يومًا تعاملًا خاصًا لأحد دون آخر، فالاحترام والتقدير كانا قاعدته التي لا يحيد عنها.

حقيقةً، كلما علت منزلته ومقامه، زاد تواضعه وقربه من الناس. كانت أخلاقه الفاضلة تربية وجبلة، تجري في عروقه كما يجري الماء في النهر. أتذكر يومًا أكرمني فيه بالحضور في مجلسه العامر، وكانت الجلسة بيني وبينه فقط. وخلال الحديث عن أمور إعلامية كنت أمارسها، وجدتُ أنه إنسانٌ واسع الاطلاع، يمتلك ثقافة عالية وعمقًا في الفكر. لم يقتصر حديثه على عالم التجارة والعقار، بل كشف عن جوانب معرفية تجعل الحديث معه ممتعًا ومليئًا بالفائدة لكل من يحظى بشرفه.


إن الشيخ إبراهيم الشتوي هو قامة مجتمعية بامتياز. لقد عرفت أعماله الخيّرة التي لا تُحصى، ومنها ما يُعلن ومنها ما هو في الخفاء، لأنه يرى أن العطاء الأسمى هو ما يكون بين العبد وربه. فهو يقدم العون بسخاء، لا رغبة في ثناء أو مجد، بل إيمانًا بضرورة خدمة مجتمعه وترك بصمة خير.


في زمن قد يغيب فيه الكثير عن هذه القيم، يظل الشيخ إبراهيم الشتوي نموذجًا حيًا يحتذى به، ونبضًا من الوفاء والعطاء. وحقيقةً، هذا الرجل مدرسةٌ في الأخلاق والحكمة والإنسانية وكلما رأينا لوحة " شعيب لوذان " ونحن متجهين يومياً لشمال  منطقة القصيم فإننا نتذكر هذا القامة بكل اعتزاز ومحبة وتقدير  .