|

الهيئة السعودية للمقاولين، نموذجٌ يحتذى

الكاتب : الحدث 2025-09-09 12:18:27

بقلم: د.طلال الحربي


تشهد المملكة العربية السعودية تحولات تنموية غير مسبوقة في إطار رؤية 2030 الطموحة، ويبرز في هذا المشروع الوطني الكبير دور مؤسسي فاعل تمثله الهيئة السعودية للمقاولين التي أصبحت نموذجاً يُحتذى في العطاء المؤسسي والمسؤولية المجتمعية.

حيث تأسست الهيئة السعودية للمقاولين في عام 2015م كمنظمة أهلية ذات شخصية اعتبارية واستقلال مالي، لتكون مرجعية موحدة لتنظيم وتطوير صناعة المقاولات في المملكة. ومنذ نشأتها، تجاوزت الهيئة دورها التقليدي في خدمة الأعضاء إلى تبني رؤية شاملة لتمكين القطاع بأكمله والمساهمة في التنمية الوطنية.

وتمثل الهيئة اليوم شريكاً أساسياً في تحقيق رؤية 2030 من خلال عدة محاور رئيسية:

تمكين المقاولين وتطوير الكفاءات: حيث ارتفع عدد المقاولين المسجلين بنسبة 400% خلال ثلاث سنوات، ليصل إلى أكثر من 18 ألف مقاول، بما في ذلك 1200 مقاول دولي.

دعم المشاريع الضخمة: تساهم الهيئة بشكل فاعل في تمكين تنفيذ المشاريع العملاقة مثل نيوم، والبحر الأحمر، وقطار الحرمين، والقدية، التي تصل قيمتها الإجمالية إلى تريليونات الريالات.

تعزيز الشفافية والجودة: من خلال إنشاء سجلات إلكترونية للمقاولين تُظهر تخصصاتهم وأداءهم السابق، مما يسهم في رفع جودة المشاريع.

وقدمت الهيئة العديد المبادرات الاستثنائية، منها:

· منصة المشاريع التي سجلت أكثر من 763 مشروعاً وفرصة عمل، بلغت قيمتها التقديرية نحو 1.49 مليار ريال.
· برنامج التأهيل المسبق بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة، لتمكين المقاولين من المشاركة في مشاريع الصندوق بكفاءة عالية.
· الاستراتيجية الوطنية لقطاع المقاولات التي تهدف إلى تحويل قطاع التشييد إلى صناعة متكاملة.

وجاءت  أكاديمية الهيئة السعودية للمقاولين لتمثل  أحد أبرز مبادراتها الرائدة، حيث تتطلع إلى أن تكون المرجع المعرفي في التطوير المهني لقطاع المقاولات. وتركز الأكاديمية على تقديم برامج تدريبية وتعليمية عالية الجودة، وتطوير الكفاءات والمهارات اللازمة لمواكبة التطورات العالمية، وتعزيز ثقافة الجودة والسلامة والاستدامة في المشاريع الإنشائية.

ويُعد تنظيم الهيئة لمؤتمر المشاريع المستقبلية تحت رعاية معالي وزير البلديات والإسكان دليلاً على دورها الفاعل في متابعة كل جديد في القطاع. ويُحسب لمجلس إدارة الهيئة، برئاسة الأستاذ محمد عبدالعزيز العجلان، هذا الحراك المتميز الذي يعكس التزام الهيئة بقيادة التحول النوعي في صناعة المقاولات.

وتمثل الهيئة السعودية للمقاولين نموذجاً مؤسسياً فريداً يستحق الدراسة والتحليل، حيث تجسّدت فيها قيم الرؤية السعودية 2030 بكل أبعادها. وما تحققه من إنجازات كبيرة في خدمة الأعضاء والقطاع والوطن يجعلها مثالاً يُقتدى به لكل الهيئات المشابهة في المنطقة والعالم.

إن التجربة الرائدة للهيئة السعودية للمقاولين تثبت أن المؤسسات الوطنية قادرة على قيادة التحول التنموي عندما تتمتع برؤية واضحة وإدارة كفؤة ورسالة وطنية سامية. وهي تجربة تستحق أن تحذو حذوها الهيئات المماثلة ، لما فيها من دروس وعبر في الإدارة الحديثة والمسؤولية المجتمعية