الخطاب الملكي السنوي.. وثيقة وطن وإلهام أمة

بقلم ــ فاطمة محمد مبارك
غدًا ، ونحن نتابع الخطاب الملكي السنوي في مجلس الشورى، سنقف أمام لحظة تتجاوز حدود البروتوكول السياسي لتصبح مناسبة وطنية تعكس صلة القيادة بشعبها، وتكشف ملامح الطريق الذي تمضي فيه المملكة نحو المستقبل.
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – سيتقدّم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – رعاه الله – لإلقاء الخطاب السنوي، في حدث يختزل معاني الثقة والتمكين، ويجسد روح المرحلة التي تعيشها المملكة.
منذ تأسيس هذا التقليد، لم يكن الخطاب الملكي السنوي مجرد افتتاح لدورة جديدة في مجلس الشورى، بل وثيقة استراتيجية عليا، تجمع بين بيان السياسة الداخلية والخارجية للدولة، وتوجيه البوصلة التشريعية والرقابية، ووضع المواطن أمام لوحة واضحة لمستقبل بلاده. لكن هذه المناسبة في عصر “رؤية 2030” اكتسبت بعد إضافي فهي لا تكتفي بتوصيف الواقع، بل ترسم ملامح التحول التاريخي الذي نعيشه.
لقد أثبت ولي العهد، عبر سنوات قليلة، أن الطموح إذا اقترن بالإرادة والعمل، يتحول إلى واقع يعيشه الناس يوم بيوم. واليوم، حين يلقي الخطاب نيابة عن الملك، فإنما يضع أمامنا حصيلة إنجازات متسارعة: اقتصاد يتنامى، تنويع حقيقي لمصادر الدخل، مشروعات عملاقة تعيد رسم خريطة المدن والمجتمع، وسياسة خارجية متوازنة تمنح المملكة ثقل دولي غير مسبوق.
لكن الأهم، في تقديري، أن الخطاب السنوي ليس موجه إلى مجلس الشورى وحده بل هو خطاب إلى كل مواطن سعودي. إنه بمثابة رسالة مباشرة تقول لنا: أنتم شركاء في صناعة الحاضر والمستقبل، وأن التنمية التي تتحقق في كل مجال ليست إلا ثمرة هذا العقد الوطني بين القيادة والشعب.
دعونا نستحضر ماقدم مجلس الشورى كنموذج مشرف في الأداء من مئات القرارات، عشرات الجلسات، نشاط دبلوماسي برلماني واسع، نقاشات مفتوحة مع المسؤولين، وكلها شواهد على أن المجلس يستلهم توجيهاته من هذا الخطاب، ويترجمها إلى ممارسة عملية تعزز المسيرة الوطنية.
من هنا، فإن خطاب الغد ليس مجرد إعلان رسمي لافتتاح دورة جديدة، بل هو تجديد للعهد بين القيادة والشعب، وإعادة تأكيد على أن المملكة ماضية بثبات نحو غاياتها الكبرى، وأن مستهدفات رؤية 2030 لم تعد أحلام على الورق، بل خطوات تنجز على أرض الواقع.
وخلاصة الخلاصة ،،،إننا، ونحن نستمع إلى هذا الخطاب، لا نقرأ فقط في سطور السياسة والاقتصاد، بل نقرأ في وجدان وطن يزداد رسوخ وطموح أمة تزداد ثقة بقدرتها على أن تكون في المقدمة.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث أنه يذكرنا بأن المملكة – قيادة وشعب تتحرك في اتجاه واحد، نحو مستقبل يصنعه العمل، ويحميه الإيمان، وتزينه مكانة رفيعة بين دول العالم.