|

رؤية تتحقق.. وطن يتقدم

الكاتب : الحدث 2025-09-11 11:11:04

د طلال الحربي 


نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، ملقياً الخطاب الملكي السنوي الذي حدد ملامح المرحلة المقبلة للمملكة على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.

واستهل سمو ولي العهد الخطاب بالتأكيد على الثوابت التي تأسست عليها الدولة منذ ثلاثة قرون، وهي إعلاء شريعة الإسلام، وإقامة العدل، ومبدأ الشورى، معتبراً خدمة الحرمين الشريفين شرفاً وتكريماً تسخّر له المملكة كل إمكاناتها.

كشف سموه عن إنجاز تاريخي يتمثل في تجاوز مساهمة الأنشطة غير النفطية 56% من الناتج المحلي الإجمالي، الذي بلغ أكثر من أربعة تريليونات ونصف تريليون ريال، مما جعل المملكة مركزاً عالمياً يستقطب الاستثمارات، حيث اختارت 660 شركة عالمية المملكة مقراً إقليمياً لها، متجاوزة بذلك المستهدف لعام 2030.

وأوضح سموه أن المملكة تتجه لتصبح مركزاً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال الاتفاقات التي تم عقدها، كما تعمل على رفع قدراتها الدفاعية إلى أعلى المستويات العالمية، ورفعت نسبة التوطين في الصناعة العسكرية إلى أكثر من 19%.

أكد سموه أن الدولة تدرك أهمية وجود مالية عامة قوية لا تعتمد على مصدر وحيد، مما ينعكس إيجاباً على تنمية الفرص الوظيفية المتنوعة، مشيراً إلى تحقيق العديد من الأهداف ومنها وصول نسبة البطالة إلى أدنى مستوياتها، وارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وانخفاض نسبة محدودي الدخل.

وتعهد سموه بمواصلة تقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي للإنفاق العام لضمان توجيه الموارد نحو الأولويات الوطنية، وخدمة المواطن وزيادة دخله، ورفع مستوى الخدمات المقدمة، وتحسين جودة الحياة.

أشار سموه إلى أن النمو الاقتصادي القوي صاحبه ارتفاع في أسعار العقار السكني في بعض المناطق إلى مستويات غير مقبولة، مما استدعى العمل على وضع سياسات تعيد توازن هذا القطاع وتخفض كلفة العقار، وتشجع على الاستثمار في التطوير العقاري.

أكد سموه أن إنجازات المملكة الداخلية تسير جنباً إلى جنب مع مساعيها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، معرباً عن رفض المملكة وادانتها للاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، ومؤكداً أن "أرض غزة فلسطينية وحق أهلها ثابت لا ينتزعه عدوان".

وأكد سموه على موقف المملكة الثابت من دعم الحق الفلسطيني والعمل الجاد لمنع انتهاكاته، مشيداً بمبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة عام 2002، وما حققته من دعم دولي متزايد للاعتراف بدولة فلسطين.

كما تناول سموه مواقف المملكة المحورية تجاه القضايا الإقليمية، من سوريا إلى لبنان واليمن والسودان، مسلطاً الضوء على جهودها الإنسانية ومساعيها لتحقيق الاستقرار.

أشاد سموه بدور مجلس الشورى المهم في تحقيق الإنجازات من خلال إسهامه في تطوير الأنظمة واستكمال المنظومة التشريعية وتحديثها.

أكد سموه أن كل ما تعمل عليه القيادة يهدف إلى رفعة المواطن وتقدم المملكة في مختلف المجالات، معبراً عن العزم على مواصلة تحقيق المستهدفات، مع الحرص على المصلحة العامة كهدف أعلى.