الأمن العام مصنع الرجال

د طلال الحربي
في ليلة مشرقة بنور الفخر والاعتزاز، وتحت رعاية كريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، شهدت الرياض حفل تخريج دفعة جديدة من رجال الأمن العام، حيث انضم 3948 خريجًا إلى سلك رجال الأمن، بعد أن تلقوا تدريبًا مكثفًا في مدن التدريب بمنطقتي الرياض ومكة المكرمة. كان الحفل بحضور معالي مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبدالله البسامي، وسط أجواء مفعمة بمشاعر الفخر والابتهاج، خاصة من أولياء أمور الخريجين الذين رأوا ثمرة جهد أبنائهم وانضمامهم إلى صفوف حماة الوطن.
إن ما شهده هذا الحفل ليس مجرد تخريج دفعة جديدة من المتدربين، بل هو تتويج لرحلة تحول شاقة، تحول فيها الشباب الطموح إلى رجال أمن أقوياء، مسلحين بالإيمان بالله ثم بالعلم والانضباط والوطنية. لقد غادر هؤلاء الجنود الجدد ميادين الشرف والكرامة في مدن التدريب، وقد تلقوا خلال فترة تأهيلهم برنامجًا تدريبيًا شاملاً، ضم أحدث المهارات والمعارف العسكرية والأمنية، صقلت أجسادهم وعقولهم، وهيأتهم لأداء مهامهم النبيلة على أكمل وجه. إنهم خريجو "مصنع الرجال" الحقيقي، الذي لا ينتج سوى الأقوياء الأمناء.
ولا يمكن الحديث عن هذا النجاح الباهر دون الإشادة بحسن التنظيم والتدريب المتقن الذي تلقاه الخريجون. لقد أثمرت البيئة التدريبية المحفزة في مدينتي تدريب الأمن العام بالرياض ومكة المكرمة، والجهود الجبارة التي يبذلها المدربون والمسؤولون عن هذه المراكز، بتوجيهات ودعم مباشر من سمو وزير الداخلية، وإشراف حثيث من معالي مدير الأمن العام. إن المهنية العالية والتفاني اللذين يتحلى بهما القائمون على هذه المراكز هما سر تخريج دفعات متتالية من رجال الأمن المؤهلين، الذين يشكلون درعاً منيعاً لأمن واستقرار هذا الوطن المعطاء.
ما ميز هذا الحفل حسن الترتيب والإعداد من قبل سعادة النائب للتدريب وسعادة مدير الاتصال المؤسسي بالأمن العام والعلاقات العامة والمراسم وسعادة مدير مدينة التدريب وجميع منسوبيهم لاحتفائهم بالحضور من الضيوف وأولياء الأمور .
ولعل أصدق تعبير عن قيمة هذا الإنجاز كان واضحًا في عيون أولياء أمور الخريجين، الذين تواجدوا في الحفل يحملون مشاعر مختلطة من الفرحة والفخر والامتنان. فرحة بانضمام أبنائهم إلى جهاز الأمن العام، وفخر بما حققوه من إنجاز، وامتنان للقادة الذين يمدون لهم يد العون ويسخرون كل الإمكانات ليكونوا أفضل ما يمكن. إنها ليلة عز وفخر حقيقية، تذكرنا جميعًا بأن أمن هذا الوطن الغالي هو أغلى ما نملك، وهو مسؤولية جسيمة يتحملها أبناؤه البررة بكل إخلاص وتفان.
إن هؤلاء الخريجين الجدد هم جنود أوفياء ينضمون إلى ركب الخير والخدمة، تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -. إنهم سيكونون بإذن الله عونًا وسندًا في الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن ومسيرته التنموية، ودرعًا يحمي كرامة المواطن والمقيم على أرض طاهرة لم تعرف إلا الأمن والأمان.
فهنيئاً لهذا الوطن برجاله الأوفياء، وهنيئاً لأولئك الآباء والأمهات بأبنائهم الذين اختاروا طريق الشرف ليكونوا حماة للوطن وحراساً لأمنه. وإنه لشرف أن نرى في كل يوم رجالاً جددًا يرفعون راية الوطن، مستعدين لبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على أمنه واستقراره. حفظ الله المملكة العربية السعودية وأمنها، وأيّد رجالها الأبطال بكل قوة.