"الصحة العالمية" تدعو لحظر عاجل لمنتجات التبغ المنكهة: خطر يهدد الشباب

دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ إجراءات فورية لفرض حظر شامل على منتجات التبغ والنيكوتين المنكهة. يأتي هذا التحذير في ظل تزايد المخاطر التي تشكلها هذه المنتجات، لا سيما على فئة الشباب والمراهقين.
أكدت المنظمة أن النكهات الجذابة، مثل المنثول، العلكة، والحلوى القطنية، تجعل منتجات التبغ، بما في ذلك السجائر الإلكترونية، أكثر إغراءً للمراهقين. هذه النكهات "تُغلف المواد السامة" وتُقدمها بطعم "مناسب" يُثير فضول صغار السن ويشجعهم على التجربة، مما يزيد بشكل كبير من خطر الوقوع في الإدمان على المدى الطويل.
شددت المنظمة على أن الحملات الإعلانية على وسائل التواصل الاجتماعي والتغليف الجذاب لهذه المنتجات تُصمم خصيصاً لاستهداف الفئات الشابة. هذا الاستهداف المباشر يُشكل تهديداً كبيراً للنجاحات التي حققها العالم على مدى عقود في مكافحة التبغ والحد من انتشاره.
حذرت "الصحة العالمية" من أن النكهات ليست مجرد إضافات تجميلية، بل هي مرتبطة بأمراض رئوية حادة. وأشارت إلى أن استخدامها في السجائر الإلكترونية يُسهم في نشوء ما وصفته المنظمة بـ "موجة جديدة من الإدمان"، مما يُفاقم الأزمة الصحية العالمية.
تُظهر بيانات المنظمة أن نسبة مستخدمي السجائر الإلكترونية بين القُصّر في المنطقة الأوروبية (التي تضم 53 دولة) بلغت 5.12% في عام 2022، مقابل 2% فقط بين البالغين. هذه الإحصائية تُبرز بوضوح مدى استهداف هذه الفئة العمرية الحساسة.
صرح الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بأن "النكهات تغذي موجة جديدة من الإدمان ويجب حظرها". وحذر من أن هذه المنتجات قد "تقوض عقوداً من التقدم في مكافحة التبغ"، مؤكداً أن وباء التبغ العالمي الذي يودي بحياة حوالي 8 ملايين شخص سنوياً سيستمر "مدفوعاً بالإدمان المغلف بنكهات جذابة" إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جريئة وسريعة.
في سياق متصل، شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية تداول قصص مؤلمة لشباب فقدوا صحتهم بسبب تدخين السجائر الإلكترونية. من بين هذه القصص، حالة شاب أردني فقد إحدى رئتيه بسبب "الفيب"، واضطر لدخول وحدة العناية المركزة والتعايش مع أجهزة التنفس الصناعي. تسلط هذه الحادثة المأساوية الضوء على المخاطر الحقيقية لاستخدام هذه المنتجات التي تبدو "آمنة ظاهرياً"