|

متحور "NB.1.8.1" الجديد من كوفيد-19 يثير القلق عالميًا: هل بدأت موجة وبائية جديدة؟

الكاتب : الحدث 2025-06-10 06:09:15

تشهد الساحة الصحية العالمية تناميًا سريعًا في أعداد الإصابات بمتحور جديد من فيروس كوفيد-19، يُعرف باسم NB.1.8.1، وهو ينتمي إلى سلالة أوميكرون وتم رصده لأول مرة في يناير 2025. وقد انتشر هذا المتحور في عدة قارات، بما في ذلك آسيا وأمريكا الشمالية، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى تصنيفه كمتحور تحت المراقبة نظرًا لخصائصه الانتشارية الملفتة.

تشير الدراسات العلمية إلى أن المتحور NB.1.8.1 يحمل طفرات تعزز من قدرته على الارتباط بمستقبلات ACE2 في الخلايا البشرية، الأمر الذي يفسر سرعة انتشاره مقارنة بالمتحورات السابقة. ومع ذلك، لا يبدو أنه أكثر خطورة، حيث أن طفراته لا تؤثر بشكل كبير على فعالية الأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم أو العدوى السابقة. كما تؤكد الأبحاث المخبرية استمرار فعالية العلاجات المضادة للفيروسات المعروفة.

على الصعيد الوبائي، سجلت الهند ارتفاعًا ملحوظًا في الإصابات، حيث تجاوز عدد الحالات النشطة 4300 حالة، بينما شهدت تايوان زيادة بنحو 78% في مراجعات المستشفيات خلال أسبوع واحد. وفي الولايات المتحدة، ظهرت بؤر متفرقة من الإصابات، على الرغم من أن الأعداد لا تزال محدودة. وتُقدر منظمة الصحة العالمية أن هذا المتحور يشكل نسبة تتجاوز 10% من العينات العالمية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه النسبة قد تكون أقل دقة بسبب التراجع العام في إجراء الفحوصات.

تتضمن الأعراض السريرية للمصابين بهذا المتحور التهاب الحلق، الحمى، الإرهاق، والسعال الخفيف، بالإضافة إلى بعض الأعراض الهضمية التي لوحظت في موجات سابقة.

وعلى الرغم من سرعة انتشاره في 22 دولة حتى الآن، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الخطر الإضافي لهذا المتحور لا يزال منخفضًا. وفي ضوء هذه التطورات، تحث الشبكة العالمية للفيروسات على أهمية الحصول على الجرعات المعززة للفئات الأكثر عرضة، وتشديد حملات تطعيم الأطفال والحوامل، معتبرةً ذلك خطوة أساسية للوقاية من المضاعفات المحتملة مع قرب حلول الموسم الشتوي. ويشدد الخبراء على أن تطور الفيروس أمر متوقع، مؤكدين على ضرورة مراقبة الأوضاع الوبائية والالتزام بالإجراءات الوقائية للحفاظ على السيطرة على الوباء.