|

الصيف… والمدارس المغلقة

الكاتب : الحدث 2025-07-08 06:08:16

تقرر محمد الحارثي 

مع بداية كل صيف، تعاني الأسر السعودية من فراغ أبنائها، وتواجه تحديات جمّة في إيجاد بيئات آمنة ومفيدة تحتضنهم. الإجازة طويلة، والمراكز والنوادي الخاصة مكلفة، ومعظم الأسر لا تستطيع تحمّل أعبائها المادية. في المقابل، تقف أكثر من 24 ألف مدرسة حكومية مغلقة طوال الإجازة، أبوابها موصدة، وفصولها صامتة، رغم أنها ممتدة على مساحات واسعة، وتتوفر فيها بنى تحتية متكاملة.

فلماذا لا نُعيد التفكير؟


مدرسة تتحول إلى نادٍ ..
تجربة تحويل المدارس إلى نوادٍ صيفية مجتمعية ليست فكرة جديدة. في الولايات المتحدة وأوروبا، تُفتح المدارس خلال الصيف لتقديم أنشطة ترفيهية وتعليمية ورياضية، ببرامج مخطط لها، وبإشراف معلمين مؤهلين، يتم توظيفهم بعقود موسمية. يستفيد الطلاب، وتُخلق فرص عمل، ويُستثمر المبنى الحكومي بدلاً من أن يبقى مغلقًا شهورًا.

نحن لا نحتاج بنية جديدة، ولا نحتاج إلى مشاريع بمليارات الريالات. لدينا المباني، والمعلمين، والطلاب، والأسر الباحثة عن متنفس تربوي، وتعليمي، ومجتمعي. كل ما نحتاجه هو قرار جريء ينظّم هذه المبادرة ويُفعّلها.


فوائد لا تُحصى ..
    •    استثمار الفراغ: هذه البرامج تُقلل من ظاهرة الفراغ القاتل لدى الشباب، وتوجّه طاقتهم إلى أنشطة نافعة.
    •    تنمية المهارات: يمكن إدراج ورش في الحاسب الآلي، اللغة الإنجليزية، المهارات الحياتية، والابتكار.
    •    وظائف موسمية: تمنح المعلمين والكوادر الإدارية فرصًا للدخل في فترة الإجازة.
    •    تقوية الروابط المجتمعية: يصبح الحي متفاعلًا مع المدرسة، ويُخلق شعور بالانتماء والولاء.

ماذا ننتظر؟
أمام هذه الإمكانيات، تبقى الكرة في ملعب الجهات المعنية بالتعليم والتنمية الاجتماعية. ما نحتاجه ليس الكثير من الدراسات، بل قرار بسيط يُعيد الحياة إلى مبانينا، ويمنح صيف أطفالنا معنى، ويُحدث فرقًا حقيقيًا في المشهد التربوي والاجتماعي.

فلنجعل مدارسنا تنبض بالحياة صيفًا… لا أن تُطفأ أنوارها وتُغلق أبوابها.