|

مبادرة القدرات البشرية: "مواطن منافس عالمياً" بعيون شاهد

الكاتب : الحدث 2025-04-25 04:10:10

 

✍️ د. بجاد البديري 
مستشار الشراكات والاتصال المؤسسي بمجلس شؤون الجامعات 


كانت لي فرصة ثمينة لحضور فعاليات مؤتمر مبادرة القدرات البشرية الذي أقيم في الرياض يومي الثالث عشر والرابع عشر من شهر إبريل لعام 2025م، برعاية كريمة من سمو سيدي ولي العهد. خلال هذين اليومين الحافلين، تجسّدت وتجلّت أمامي رؤية واضحة المعالم لجهود المملكة الحثيثة نحو بناء مستقبل مزدهر ومستدام، قوامه الإنسان السعودي وقدراته اللامحدودة.

أولى مشاهداتي التي استوقفتني بعمق هي الدقة المتناهية في اختيار أسماء المتحدثين، حيث كان المؤتمر بمثابة منصة حقيقية لالتقاء نخبة من الخبراء العالميين في مجالات القيادة والإدارة وصنع القرار، بالإضافة إلى أبرز المتخصصين في منظومة القدرات البشرية. هذا التنوع الثري في الخبرات والأفكار أضفى على النقاشات والورش عمقًا وبعدًا عالمياً، مما عزز من مستوى المعرفة العالية التي انتابت الحضور، وقيمة المخرجات والتوصيات التي تم التوصل إليها.

إلى جانب ذلك، كان إطلاق المبادرات والمشاريع والإعلان عن المنصات، وتوقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات علامة فارقة في هذا الحدث الهام. لقد تجسدت الرؤية الطموحة للمملكة في هذه الخطوات العملية التي تحمل في طياتها أثراً عالمياً ومحلياً عالي المستوى على الصعيدين الاقتصادي والمجتمعي. إن هذه المبادرات مثلت جسراً حيوياً لتبادل الخبرات واستيعاب القدرات والأفكار القيّمة التي تم طرحها ومناقشتها في ورش العمل والعروض المرئية الغنية التي شهدها المؤتمر. لقد كان من الواضح أن الهدف الأسمى هو تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس يخدم الوطن والمواطن من جهة، والقدرات البشرية عالمياً من جهة أخرى.

أما المشهد الثالث الذي ترك في نفسي أثراً بالغاً فهو الجهود المخلصة التي تُبذل من أجل بناء جيل سعودي معرفي طموح. لقد لمست هذا الطموح في تفاعلات الشباب الحاضرين من الجنسين، وفي نوعية النقاشات التي دارت، وفي الرغبة الصادقة في اكتساب المعرفة وتطوير الذات. إن الاستثمار في القدرات البشرية ليس مجرد شعار، بل هو واقع يتجسد في البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب السعودي وتسليحه بالمهارات والمعارف اللازمة لمواكبة تحديات المستقبل والمساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية.

وفي ختام هذه المشاهدات، لا يمكنني إلا أن أتوقف ملياً أمام تلك العبارة الملهمة التي استقبلت وودعت زوار المؤتمر في دخولهم ومغادرتهم: "مواطن منافس عالمياً". لقد كانت هذه العبارة بمثابة جوهرة ثمينة، وهي مختصر المبادرة ورؤيتها المستقبلية، تعكس في بريقها عمق المعنى والطموح الوطني الراسخ بأن يكون المواطن السعودي قادراً على المنافسة والإبداع على أعلى المستويات العالمية.

لم يكن مؤتمر مبادرة القدرات البشرية مجرد حدث عابر، بل كان بمثابة نافذة مشرعة على مستقبل مشرق ينتظر المملكة العربية السعودية، مستقبل قوامه الإنسان السعودي المؤهل والقادر على تحقيق الريادة في شتى المجالات. لقد غادرت المؤتمر محملاً بالإلهام والتفاؤل بمستقبل وطننا الغالي.