الرياض - فيصل بن حبتر & عهود الزهراني

عبّر لاعب التنس الأسترالي الشهير نيك كيرجيوس، المعروف بشغفه بعالم الألعاب الإلكترونية، عن إعجابه الكبير بمستوى التنظيم والمهارات الاحترافية التي أظهرها اللاعبون العالميون خلال بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، المقامة في العاصمة السعودية الرياض.

وقال كيرجيوس: “الأمر أبعد ما يكون عن السهولة، وبصراحة لا أظن أنني قادر على مجاراتهم. يعتقد البعض أن الوصول إلى هذا المستوى مجرد مسألة بسيطة، لكن هؤلاء اللاعبين يتمتعون بمهارات لا تُصدق، يجمعون بين التفوق التكتيكي وسرعة البديهة، وأي خطأ بسيط قد يكلّف الكثير، خصوصًا في المواعيد الكبرى. الضغط النفسي المصاحب لهذه البطولات يفوق الوصف، إذ يتنافس اللاعبون أمام أعين الملايين، ما يخلق مزيجًا من الخوف والإثارة في آنٍ واحد.”

ورغم شهرته الواسعة في رياضة التنس، يخصص كيرجيوس وقتًا منتظمًا للألعاب الإلكترونية، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من حياته الشخصية والاجتماعية، خاصة أثناء تنقلاته المستمرة التي تمتد لأكثر من ثمانية أشهر في السنة كلاعب محترف.

وأضاف: “لطالما كنت عاشقًا للألعاب الإلكترونية مثل Call of Duty وPokémon. بالنسبة لي، هي وسيلة للاسترخاء وقضاء وقت ممتع. وكانت فرصة اللقاء بالمحترفين والحضور بينهم تجربة فريدة من نوعها، خاصة بصفتي من محبي هذا المجال المتميز. شغفي بعالم الألعاب الإلكترونية عميق وحقيقي؛ فقد تشكلت معظم صداقاتي وعلاقاتي عبر هذا العالم الرقمي الذي أجد فيه مجتمعًا رائعًا.”

وأعرب كيرجيوس عن رغبته في خوض تجربة احترافية مستقبلية داخل هذا المجال، مشيرًا إلى أنه لا يتطلع للمنافسة كلاعب، بل يسعى لأن يكون جزءًا من هذا المشهد العالمي المتنامي. وقال: “لديّ صديق يمتلك فريقًا للألعاب الإلكترونية في واشنطن، وأنا حريص على التفاعل والدعم. أحب هذا المجال حقًا وأستمتع بمشاهدة اللاعبين وهم يطلقون العنان لإمكاناتهم خلال المنافسات العالمية.”

كما أشاد بالبنية التحتية المتميزة التي تحتضن البطولة في بوليفارد رياض سيتي، واصفًا إياها بأنها من بين الأفضل عالميًا على مستوى التنظيم والترفيه. وعلّق قائلًا: “لديّ محبة خاصة لمنطقة الشرق الأوسط، وكل زيارة لها تترك في قلبي تجارب لا تُنسى. ما أدهشني فعلاً هو ذلك الصرح الرياضي الفريد هنا في الرياض؛ فهو معلم عالمي بكل المقاييس، وميزة كبرى أنه يفتح أبوابه طوال العام.”

وفي حديثه عن أوجه التشابه بين مسيرته في التنس ومسيرة لاعبي الرياضات الإلكترونية، أبدى احترامه الكبير لتفانيهم، وقال: “قابلت أحد المحترفين الذي عبّر عن اشتياقه للعب مع أصدقائه، وهو شعور أفهمه تمامًا. أحيانًا، لا أرغب حتى في لمس مضرب التنس لأنه بات مرتبطًا بالعمل. الأمر نفسه يحدث مع لاعبي الرياضات الإلكترونية؛ فهم يتدربون لساعات طويلة يوميًّا، ويواجهون ضغوطًا نفسية هائلة، وتحول اللعب بالنسبة لهم إلى مسيرة مهنية حقيقية تتطلب التزامًا وانضباطًا عاليين.”

وتُواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها العالمية في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية، من خلال استضافة النسخة الأكبر والأكثر تأثيرًا من كأس العالم للرياضات الإلكترونية. ويُعد هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ القطاع، حيث جمع أرقامًا قياسية على مستوى المشاركة الدولية والجماهيرية، مؤكدًا أن البطولة ليست مجرد منافسة، بل منصة عالمية لإبراز المواهب وصياغة مستقبل صناعة الألعاب الإلكترونية.