الهوية الجديدة لليوم الوطني 95 عمق ورسالة

بقلم ــ خليل إبراهيم القريبي
كشفت الهوية الجديدة لليوم الوطني المجيد 95 عن رؤية استراتيجية عميقة في الربط بين الهوية الوطنية والقيم المجتمعية النبيلة، وظهرت بمثابة رسالة متكاملة تعزز الشعور بالانتماء والفخر من خلال تناغمها مع الطبائع الأصيلة للمجتمع. "عزنا بطبعنا" هو الشعار اللفظي الذي حمل في طياته رسالة مباشرة ومؤثرة تتجاوز المفهوم التقليدي، لترسخ فكرة أن التقدم والرخاء الذي تعيشه مملكتنا الغالية هو نتاج مباشر للقيم المتأصلة في الشخصية السعودية، هذا التوجه الذكي يعزز الثقة بالنفس لدى المواطن والمقيم، ويجعلهما شريكين أساسيين في مسيرة المجد والنهضة.
على الصعيد البصري، صُممت الهوية لتحكي قصة غنية بالإرث الثقافي، ولفت انتباهي، المزيج المبتكر بين الخط الهندسي الحديث والنقوش المستوحاة من فنون النسيج التقليدي، ما عكس رؤية متوازنة جمعت بين أصالة الماضي وروح الحاضر، ثم جاءت الرسومات الستة المستلهمة من الطبائع السعودية لتكون عنصرًا حاسمًا في إيصال الرسالة، حيث تمثلت "الأصالة" في رمز الشجرة المتجذرة، و "الجود" في المبخرة، و "الكرم" في الدلة والفنجان، و "الطموح" في جبل طويق الذي يرمز للعزيمة والإصرار، و "الفزعة" في رمز اليدين المتقاطعتين للتكاتف، وهي الحركة الشهيرة لسمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- ، فيما تمثلت رسمة "الرؤية" في النمط الإشعاعي المرتبط برؤية 2030.
أكثر ما ميز هذه الهوية هو قدرتها الفائقة على الربط بين إرث الماضي وطموح المستقبل، حيث أوضح الدليل الإرشادي أن رؤية 2030 هي امتداد طبيعي لـ"مجد الأجداد"، هذا الربط الاستراتيجي يعزز فكرة أن مسيرة التنمية والتقدم هي استمرارية تاريخية، وأن القيم المتجذرة في المجتمع هي الأساس المتين الذي تُبنى عليه إنجازات المستقبل.
هذه الهوية، بكل ما تحمله من عمق ورموز، تعد شاهدة على حكمة قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، التي لا تكتفي ببناء حاضر مزدهر، بل تسعى لترسيخ قيمنا الأصيلة في وجدان كل مواطن، لضمان استدامة الفخر والعزة لوطني الحبيب الذي لا أحب سواهُ، روحي وما ملكت يداي فداهُ.