متابعات – فاطمة البشري

في أجواء جمعت بين الثقافة والتقنية، اختُتمت بمنطقة عسير فعاليات تحدي الذكاء الاصطناعي «أنا وابني ،ابنتي نبتكر»، برعاية مبادرة العطاء الرقمي التابعة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وبالتعاون مع بيت الثقافة. وجاءت الفعالية تحت شعار «صيفك ذكي» بهدف تعزيز الوعي الرقمي ودعم الابتكار المحلي.

لم يكن التحدي مجرد منافسة تقنية، بل تحوّل إلى رحلة تعليمية ملهمة جمعت الأبناء بأولياء أمورهم في بيئة أسرية تفاعلية. واستثمر المشاركون أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في مجالات متنوعة، ما أتاح لهم تصميم مشاريع مبتكرة تمزج بين الثقافة والإبداع التكنولوجي.

وأكدت م. عائشة موسى الشهراني، منسقة المعسكر، أن الفعالية قدمت تجربة تعليمية ممتعة خلال الإجازة الصيفية، وأسهمت في تمكين المشاركين من ابتكار حلول ومشاريع عملية بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، في إطار من التعاون الأسري.

من جانبها، أوضحت د. سارة أبو غزالة أن «الابتكار ينطلق من داخل المنزل»، مشيرة إلى أن التحدي ركّز على تعزيز روح التعاون بين أفراد الأسرة من خلال مشاريع تقنية مشتركة، شملت صناعة الفيديو، وتحويل النصوص إلى صور، وسرد القصص الإبداعية، إضافة إلى تطبيقات تعلم الآلة في مجالات التنبؤ والتحليل، ومبادرات تربط الأمن السيبراني بالذكاء الاصطناعي لتحليل الروابط الإلكترونية.

وشهد اليوم الأول من التحدي ورشة عمل تدريبية قدّمتها أ. عبير آل منصور، تلاها تشكيل الفرق العائلية للدخول في المساحات التقنية ومراكز الابتكار، بدعم وإشراف من فريق بيت الثقافة. فيما خُصص اليوم الثاني لعرض المشاريع أمام لجنة التحكيم المكونة من د. سارة أبو غزالة وم. عائشة الشهراني، لاختيار أفضل الأعمال المشاركة.

وشارك في التحدي أكثر من 50 متنافسًا، تبادلوا الخبرات واكتسبوا مهارات التفكير التحليلي والعمل الجماعي، في تجربة جمعت بين المعرفة والتطبيق العملي وسلّطت الضوء على دور الأسرة في دعم مسيرة الابتكار.

وفي الختام توّجت الفعالية بإعلان الفائز بالمركز الأول عن مشروع السلوك الصحي باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، الذي قدّمه علي القحطاني وفيصل آل مانع، في مشهد عكس قدرة الأجيال الجديدة على استثمار التقنية لخدمة المجتمع، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر ابتكارًا.