القاضي لـ«الحدث»: تفكيك البرنامج النووي الإيراني ووقف تخصيب اليورانيوم هو المطلب الأول

جدة - ولاء باجسير
أوضح المحلل السياسي د. سعيد القاضي في حوار خاص لـ«الحدث» عن محاولة تسوية الملف النووي الإيراني، وخصوصاً في إطار التصعيد والمواجهة السياسية بين الولايات المتحدة وإيران ولو بشكل غير مباشر بين الطرفين لأن المواجهات من الممكن تحمل تداعيات على الشرق الأوسط، ففي عهد الرئيس دونالد ترمب لم يود الحصول على أي تقدم فعلي للملف النووي الإيراني، وكما جاء في الحوار:
برأيك على ماذا تنوي الولايات المتحدة الأمريكية فعله تجاه الملف النووي الإيراني، وتخصيب اليورانيوم؟
ليست نوايا بقدر ماهو موقف مُعلن على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حيث صرح للصحفيين بقوله: أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي، وهو موقف صلب وعلني لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي، وأن تفكيك برنامجها النووي هو المطلب الأول ، ووقف تخصيب اليورانيوم، الشيء الوحيد الذي قد تسمح به الولايات المتحدة بنووي إيراني للأغراض السلمية ، وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسماح للمراقبين الدوليين بزيارات دورية للمنشئات النووية الإيرانية .
كيف ترى في الوقت الحالي علاقة المملكة العربية السعودية مع إيران ، وكذلك مع أمريكا ؟
منذ الإعلان في 10 مارس 2023 عن اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وفي إطار دعم الصين لتطوير علاقات حُسن الجوار بين المملكة وطهران، وبناءً على هذا الاتفاق بين الرئيس شي وكل مِن قيادتي السعودية وإيران بأن تقوم الصين بإستضافة ورعاية المباحثات بينهما، رغبة منهما في حل الخلافات من خلال الحوار والدبلوماسية، تم التوصل إلى كثير من التفاهمات ومناقشة كثير من الملفات الخلافية .. وتم استئناف العلاقات الدبلوماسية، وتبادلت الزيارات والتي كان من أبرزها وأهمها زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع الذي ألتقى القيادات الإيرانية وعلى رأسهم المرشد الإيراني الذي تلقى رسالة خطية من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود .. فَالعلاقات في أفضل حالاتها ، ولا زال هناك بعض الملفات العالقة ولكن إيران أبدت تفهمها للمطالب السعودية .. وأدركت تماماً بأن السعودية لن تسمح لها باستمرار التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية … أما علاقات السعودية بأمريكا فَهي علاقات قوية وشراكة استراتجية ، ولا أدل من ذلك بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كانت وجهته الأولى في زياراته الخارجيّة للمملكة العربية السعودية مع وفد عالي المستوى من الإدارة الأمريكية ، وأقطاب المال والأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية .
هل ترى من الممكن المعادلات السياسية ستتغير في المنطقة بعد حل الملف النووي الإيراني؟
لا أعتقد ذلك .. فَالتحالفات قائمة وراسخة ،و ما سيتغير هو أن السلام إذا حلَّ في المنطقة والتفتت إيران للداخل الإيراني وتوجيه ثرواتها لنهضة إيران أرضاُ وإنساناُ، وتخلت عن تدخلاتها في بعض الدول العربية عن طريق أذرعها الميليشياوية، فإن ذلك سيخلق أجواء صحية في العلاقات البينية بين دول المنطقة.