|

العميد د. الشهري لـ«الحدث»: مهما كان الدعم الغربي لإسرائيل لن تصمد إلى مالا نهاية وحل الدولتين هو الخيار الوحيد

الكاتب : الحدث 2025-08-21 10:16:52

جدة - ولاء باجسير

قال د. أحمد الشهري رئيس منتدى الخبرة السعودي والباحث في العلاقات الدولية لـ«الحدث» عن موقف المملكة العربية السعودية بدعم القضية الفلسطينية لم يكن فقط من السابع عشر من أكتوبر، ولكن من عام ثمانية وأربعين عندما بدأ الغرب بزراعة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية ، و بدأ الشعب بالمطالبة بحقوقه، كانت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهي تقف مع الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه في إقامة دولته ومقاومة الاحتلال؛ ولذلك كان الدعم على الصعيد السياسي من خلال المواقف السياسية ، وحشد المواقف العربية والإسلامية والدولية إلى يومنا هذا، عندما أصبح العالم يعترف بالدولة الفلسطينية، ورأينا الاجتماع العالمي في الأمم المتحدة والاعترافات التي بدأت أن تأتي الدول الكبرى في مجلس الأمن في بريطانيا وفرنسا وستأتي إسبانيا وأستراليا كل هذا دعم على الصعيد السياسي، هو الذي بنى هذه المواقف العالمية لدعم القضية الفلسطينية، وكذلك موازي للدعم السياسي والدبلوماسي نجد أن الدبلوماسية السعودية في المؤتمرات والندوات ، وفي الأمم المتحدة ، وفي الجمعية العامة المتحدة ، ومجلس الأمن وفي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ، وكل المؤتمرات واللقاءات حتى البريكس وفي منظمة شانقهاي، ومجموعة السبعة والسبعين وأيضاً الاتحاد الأمريكي دائماً مجموعة أوراسيا ومجموعة الاتحاد الأفريقي .

وأوضح أن المندوب السعودي لا يمكن أن يقدم كلمة إلا و يتحدث عن القضية الفلسطينية وأهميتها ودورها وضرورة الوقوف مع الشعب الفلسطيني، إذاً نحن الآن أمام موقف سياسي ودبلوماسي.

واستأنف حديثه قائلاً ، أما الموقف الانساني- ففي الحقيقة-  الحديث عنه يحتاج إلى وقت طويل لأن الموقف الانساني تميزت به المملكة العربية السعودية، منذ أيام الملك العزيز وواصل أبنائه الملوك البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان الآن ، والدعم المادي والمالي والانساني لن يتوقف على الإطلاق وليس فقط دعماً حكومياً بل أيضاً الحملات الشعبية التي دائماً تدعى لها ويشارك فيها الشعب السعودي ، ولعلنا نذكر أن الريال الفلسطيني الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية ربما قبل ستين سنة، كان الريال السعودي أصبح رمزاً شعبياً للوقوف مع الشعب الفلسطيني وطلبة المدارس حتى الموظفون يأتون بهذا الريال، يقدم كرمز عن وقوف المملكة العربية السعودية مع الشعب الفلسطيني واستمرت هذه المواقف الشعبية ، كما نرى النساء يقدمون الذهب والحُلي والأموال والتبرعات المليونية حيث كانت آخر حملة رعتها المملكة العربية السعودية لدعم القضية الفلسطينية تعدت المليار والنص ريال سعودي وكانت هذه الحملات تعتبر من العشرات والمئات خلال العقود الماضية، عندها نشعر بالفخر والاعتزاز.

وقال : أن الملك سلمان -حفظه الله- قبل خمسين سنة كان هو أول رئيس في الحملة الشعبية لمساندة الشعب الفلسطيني وكذلك مساندة الشعب البوسني خلال أيام حرب البوسنة والهرسك، وظل يترأس هذه الحملات الشعبية لدعم الانسان أينما كان سواء الفلسطيني أو اليمن أو القرن الأفريقي، عندما ما تحل الكارثة الطبيعية أو الحرب، تجد السعودية حاضرة من خلال اللجنة الشعبية للإغاثة وكان يترأسها آنذاك الملك أمير الرياض، وعندما تولى الحكم الملك سلمان -حفظه الله- جمع كل هذه الجهود وهذه المنصات تحت ذراع الإنسانية للمملكة العربية السعودية وهو مركز الملك سلمان للإغاثة والآن يعمل أكثر من مئة دولة وقدمت مساعداته بمئة مليون من البشر حول العالم وبدون النظر في مذهب أو دين أو موقف سياسي وعلى رأس هذه المساعدات، الجسر الانساني الذي لن يتوقف بالشعب الفلسطيني عبر ميناء رفح وميناء العريش وكذلك من الأردن لتقديم المساعدات عبر الضفة الغربية للشعب.

ولا ننسى أن المملكة العربية السعودية تستضيف المئات من اللاجئين من الشعب الفلسطيني ويعيشون كمواطنين ويتمتعون بكافة الحقوق والمميزات الذي يتمتع بها المواطن السعودي ، ولم يؤثر على المملكة العربية السعودية حيث تعاملت مع الأشقاء سواء الفلسطينيين أو السوريين أو اليمنيين أو من يلجأ للمملكة العربية السعودية.

 مضيفا : أيضاً لابد أن نتحدث عن التسويات السلمية التي كانت للمملكة العربية السعودية حاضرة فيها ، نلاحظ أن هناك مجموعة من المواقف التي ومن ضمنها فاس عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين الذي قدمه الملك فهد -رحمه الله-، العالم يتجة لتسوية القضية الفلسطينة وكانت السعودية حاضرة في هذا الملف بقوة سياسية ودبلوماسية واقتصادية، وأيضاً من خلال نفوذها على مستوى العالم، كما رأينا حين بدأت أحداث اتفاقية سلو مدريد المملكة العربية السعودية، ويتسع الآن إلا حل الدولتين هو الخيار الوحيد على مستوى العالم يعد سبعة أكتوبر اللجنة التي جاءت بعد المؤتمرات الرياض الثلاثة والتي يترأسها سمو وزير الخارجية، وانبثقت منها التحالف العالمي المتكون من تسعين دولة الحل لجامعة الأمم المتحدة، ورأينا كيف توالت الاعترافات الغربية والدولية، الدولة الفلسطينية والعالم كله يتخندق  مع المملكة العربية السعودية في معسكر السلام لم يبقى ضد هذا التوجة أو الاستثمار ، إلا إسرائيل تريد أن تبقى تحتل الانسان والأرض وتدمر الحرث أو النسل دون أن يكون هناك رادعاً أو من يوقف هذا الإسرائيلي المتطرف لأن إسرائيل مهما كان الدعم الأمريكي الغربي لإسرائيل لن تصمد  إلى مالا نهاية، فدائماً الدولة الشرعية تفرض نفسها والشعوب لها كلمة الشعب الإسرائيلي أصبح يتظاهر بالألاف أمام الكنيست والمقرات الحكومية وأمام منزل نتنياهو المتطرف لتردع هذا التطرف ويسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، بل الآن يشاع إسرائيل تذهب إلى الوهم وترددة دائماً إسرائيل الكبرى وكل هذه من الأوهام والتخبطات التي ستؤدي إلى تآكل إسرائيل من الداخل لأن دائماً الشرعية تفرض نفسها، والقرارات الدولية تفرض نفسها، أمام هذه الجهود والنجاح التي تقدمه السعودية على الصعيد السياسي والاقتصادي والانساني والدبلوماسي.