التحدي الأكبر رهبة الاختبارات وفرحة العيد

بقلم ـ علي بن أحمد الزبيدي
------------------
بدأت أجواء الحجّ والاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى المبارك، ولم تنته الدراسة على غير العادة، فكتاب السنة الدراسية لم يغلق بعد ،وبقي الفصل الأصعب الذي يحتاج إلى جهد مضاعف ..
إنّ أسبوع الاختبارات الذي سيأتي بعد عيد الأضحى المبارك هو تحدٍ يضاف إلى تحديات الفصول الثلاثة والدراسة في رمضان، ذلك التحدي الذي دار بين الوزارة وبين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وانتهى بمستقبل جيل غير مُستقر كان ضحية لبعد القرار عن الميدان ..
في السعودية كغيرها من الدول الإسلامية يمثل عيد الأضحى المبارك مناسبة عظيمة للفرح والاحتفال، حيث تجتمع العائلات وتتبادل التهاني وتقام الولائم، إلا أنّ هذه الفرحة قد يصاحبها تحدٍ خاص للطلاب الذين يجدون أنفسهم مطالبين بالعودة سريعًا إلى أجواء الدراسة والتحضير للاختبارات النهائية بعد انقضاء إجازة العيد ..
إن الانتقال من أجواء العيد المبهجة إلى ضغوط الاختبارات قد يكون صعبًا، حيث يجد الطالب صعوبة في استعادة تركيزه وتنظيم وقته للدراسة بعد فترة من الراحة والترفيه، كما أنّ الشعور بالحنين إلى أجواء العيد قد يشتت الذهن ويقلل من الدافعية للدراسة ..
وللتغلب على هذه الصعوبات والجمع بين فرحة العيد والاستعداد الجيد للاختبارات، يمكن اتباع بعض الخطوات الهامة ..
أولاً، من الضروري الاستمتاع الكامل بأيام العيد دون الشعور بالذنب أو القلق بشأن الدراسة، فالعيد فرصة للاسترخاء وتجديد الطاقة، وهذا سينعكس إيجابًا على القدرة على التركيز لاحقًا ولذلك يجب على أولياء الأمور أن يتيحوا لأبنائهم وبناتهم الاستمتاع بالعيد وفرحته ..
ثانيًا، يجب وضع خطة دراسية مرنة قبل العيد وبعد العيد بشرط أن لا تنتهي إجازة العيد إلا وقد روجعت المواد، كما ينبغي تخصيص أوقات محددة للمذاكرة مع مراعاة البدء بمراجعة المواد التي تحتاج إلى وقت وجهد أكبر، ومن المهم تقسيم المواد الدراسية إلى أجزاء صغيرة لتجنب الشعور بالإرهاق ..
ثالثًا، ينصح الأهل بتهيئة بيئة مناسبة للدراسة بعيدًا عن المشتتات مثل التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي،ويمكن اختيار مكان هادئ ومريح يساعد على التركيز والاستيعاب ..
رابعًا، لا بد من الحفاظ على التواصل مع الزملاء وتبادل الملخصات والمعلومات، حيث يمكن للمذاكرة الجماعية أن تزيد من الفهم وتثبت المعلومات بشكل أفضل ..
خامسًا، يجب الحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول وجبات صحية ومتوازنة للحفاظ على النشاط الذهني والبدني، فالإرهاق وقلة النوم يؤثران سلبًا على القدرة على التركيز والاستيعاب ..
أخيرًا، من المهم الحفاظ على الإيجابية وتذكير النفس بأهمية الاختبارات وأنها مرحلة مؤقتة ستنتهي قريبًا، ويمكن مكافأة النفس بعد الانتهاء من كل جزء من المذاكرة لتحفيز الاستمرار بالتخطيط الجيد والموازنة بين الاستمتاع بأجواء العيد والالتزام بالدراسة، ويمكن للطلاب تجاوز صعوبة هذه الفترة وتحقيق أفضل النتائج في اختباراتهم النهائية، فالفرحة بالعيد لا تتعارض مع التفوق الدراسي، بل يمكن أن تكون دافعًا إضافيًا لتحقيق النجاح ..
همسة الختام :
كل قرار لا يراعي المستفيد سيكون أثره عكسياً ولذلك يجب على الوزارة أن تعيد النظر في التقويم الدراسي بإشراك الأسرة والطلاب والمعلمين وأهل الخبرة من الميدان .