المملكة .. رحمة الله للحجيج

بقلم ــ خليل إبراهيم القريبي
--------------------------------
في كل عام، تتجدد قصص ضيوف الرحمن، لكن بعضها يحمل في طياته نوراً خاصاً يُضيء أبعاداً أعمق لمعنى خدمة الحرمين الشريفين. من بين آلاف الحجاج، لفتت انتباهي كلمات الحاجة الأمريكية "ربيكا حسين"، ذات الإعاقة السمعية، التي نشرتها الزميلة صحيفة "المدينة". تلك الكلمات، التي وصفت المملكة بأنها "رحمة الله لحجاج بيت الله الحرام"، لم تكن مجرد إشادة عابرة، بل كانت شهادة صادقة تُجسد عظمة الخدمات الجليلة التي تقدمها حكومتنا الرشيدة لضيوف الرحمن، لا سيما الفئات الخاصة، وتمكينهم من أداء المناسك في أجواء إيمانية ميسرة ..
كلمات ربيكا، كامرأة واجهت تحديات إعاقة السمع، تُعد أبلغ تعبير عن الشمولية والاهتمام الإنساني الذي توليه المملكة لكل حاج ، إن توفير التسهيلات اللازمة لذوي الإعاقة، من مسارات ميسرة، ومترجمين للغة الإشارة، ودعم لوجستي ونفسي، يعكس فهماً عميقاً لجوهر رسالة الإسلام السمحاء في الرحمة والعدالة، هذه الخدمات ليست مجرد بنية تحتية أو ترتيبات إدارية، بل هي تجسيدٌ للقيم النبيلة التي تُعلي من شأن الإنسان وتُمكِّنه من أداء فريضته الروحية بأقصى درجات اليسر والاطمئنان ..
ما قالته ربيكا حسين ليس مجرد إشادة عابرة بجهود موسم حج محدد؛ بل هو إقرار بأن المملكة قد تجاوزت حدود الخدمة لتُقدم تجربة روحانية متكاملة، حيث يشعر كل حاج، بغض النظر عن قدراته الجسدية، بالاحتواء والتقدير والتمكين. هذا الإنجاز يعزز مكانة المملكة كقدوة عالمية في إدارة الحشود وتوفير الرعاية الشاملة، ويُبرز كيف أن العناية بالتفاصيل الإنسانية يمكن أن تحول رحلة الحج إلى تجربة لا تُنسى من السكينة والطمأنينة، إنه فخرٌ لنا جميعاً، أن نرى جهود وطننا تُثمر هذه الشهادات الملهمة التي تلامس القلوب .