الثانوية رحلة صناعة المستقبل ..

بقلم / علي بن أحمد الزبيدي
------------------------------------
مرحلة التخرج من الثانوية العامة هي محطة مفصلية في حياة كل طالب وطالبة ..
إنها ليست مجرد نهاية لمرحلة دراسية، بل هي بوابة لمستقبل مليءٍ بالفرص والتحديات ،
فبعد سنوات من الجد والاجتهاد ، يقف الطالب والطالبة أمام خيارات واسعة تتشكل ملامحها بناءً على أدائهم في اختبارات مصيرية مثل اختبارات الثانوية العامة بدءاً من الصف الأول ثانوي وانتهاء بالصف الثالث ثانوي مع بحوث ومشاريع وتكاليف وساعات تطوعية ..
ثم يأتي اختبار القدرات واختبار التحصيلي وهذين الاختبارين، يعدان حجر الزاوية في تحديد مسار الطالب والطالبة بالإضافة إلى اختبارات الثانوية ..
هذه الاختبارت تضع الطلاب والطالبات أمام تحدٍ ليس فقط في التحصيل الدراسي، بل في كيفية التخطيط لمستقبلهم بوعي وإدراك ..
إنّ المستقبل لم يعد مجرد حلم يراود الطلاب والطالبات ، بل أصبح واقعًا ملموسًا يتطلب إعدادًا وتخطيطًا دقيقًا ..
إنّ اختبارات الثانوية العامة لم تعد المتطلب الوحيد لتحديد مستقبل الطالب والطالبة ، فهناك اختبار القدرات العامة الذي يقيس مدى استعداد الطالب والطالبة للتعلم الجامعي، ثم يأتي الاختبار التحصيلي الذي يقيّم مدى استيعابه للمقررات الدراسية ..
إنّ هذه الاختبارات مجتمعة أصبحت تشكل مفتاح القبول في الجامعات والتخصصات المختلفة والنجاح فيها لا يعتمد فقط على الحفظ والتلقين، بل على الفهم العميق والقدرة على ربط المعلومات وتطبيقها ..
إنّه من الضروري أن يعي الطلاب والطالبات أنّ المستقبل لا يتوقف عند بوابة الجامعة كما يظنّ البعض، فمع التطورات المتسارعة في سوق العمل،وظهور فرص واعدة في مجالات أخرى لم تكن معروفة من قبل ، أصبح من الضروري أن يمتلك الطالب والطالبة مهارات تتجاوز المعارف الأكاديمية، ويجب أن يسعى خريج وخريجة الثانوية إلى تطوير المهارات الشخصية مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتواصل الفعال، والعمل الجماعي، كما أن الانخراط في الأنشطة اللامنهجية، والحصول على الدورات التدريبية، والتعود على العمل التطوعي وإتمام 40 ساعة تطوعية يضيف قيمة كبيرة لمسيرة الطالب والطالبة، ويساعدهم على اكتشاف شغفهم وميولهم ..
إن مستقبل خريج وخريجة الثانوية في السعودية واعدٌ ومليءٌ بالإمكانيات، فالمملكة تشهد تحولًا اقتصاديًا كبيرًا ضمن رؤية 2030، مما يخلق فرصًا جديدة في مجالات متنوعة كالتقنية، والصناعة، والسياحة، والطاقة المتجددة؛ لذا فإن اختيار التخصص الجامعي يجب أن يكون مبنيًا على دراسة متأنية لاحتياجات سوق العمل المستقبلية، وليس فقط على الرغبات الشخصية للطالب والطالبة أو لأولياء أمورهم ..
و في النهاية يدرك كل طالب سعودي أن رحلته بعد الثانوية ليست مجرد تخلص من دراسة وتكاليف واختبارات، بل هي بداية لمرحلة جديدة تتطلب منه الشجاعة، والمرونة، والاستعداد الدائم للتعلم والتطور. فالمستقبل هو من يصنعه، بتوفيق الله ثم بجهده واجتهاده وعزيمته ..
(همسة الختام) :
ليس من الحكمة إجبار الأبناء والبنات على وجهة معينة واختيار مستقبلهم نيابة عنهم؛ لتحقيق ما عجز عنه الآباء والأمهات أو لمنافسة عائلية أو البحث عن وجاهة اجتماعية، لكن الحكمة تقتضي تثقيفهم وفتح المجال لميولهم ورغباتهم وقدراتهم وترك المجال لهم لاختيار وجهتهم القادمة .