العام الجديد بداية لحياة أفضل ..

بقلم ـ علي بن أحمد الزبيدي
--------------------------
مع إشراقة غرة محرم، نستقبل عامًا هجريًا جديدًا إنّه العام 1447هـ وهو ليس مجرد تاريخ يضاف إلى سجل الأيام، بل هو فرصة ثمينة للتأمل والتقييم، ومحطة للانطلاق نحو آفاق أرحب وأهداف أسمى ..
إنها دعوة للتجديد الروحي، والتطوير الذاتي، ورسم خارطة طريق لحياة تخدم عجلة الحياة بكل أبعادها ..
السنة الهجرية هي تقويم يجسد رحلة عظيمة، رحلة الهجرة النبوية الشريفة التي مثلت نقطة تحول في تاريخ الإسلام، وهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي رمز للعزيمة، والصبر، والتوكل على الله، والانتقال من حال إلى حال أفضل ..
في كل عام هجري جديد، تتجدد فينا هذه المعاني السامية، وتلهمنا للتفكير في هجرتنا الخاصة نحو الأفضل، هجرة من التقاعس إلى العمل، ومن اليأس إلى الأمل، ومن الفوضى إلى التنظيم ..
إنّ الحياة أشبه بعجلة تتكون من محاور متعددة، ولكي تدور بسلاسة وكفاءة، يجب أن تكون هذه المحاور متوازنة ومستقيمة، ومع بداية العام الهجري الجديد، حان الوقت لنفكر في كيفية وضع خطط تخدم هذه المحاور، لنضمن حياة متكاملة وثرية ..
ولعلي هنا أتحدث من باب الذكر لا من باب الحصر عن بعض الجوانب التي يجب أن نضعها في الحسبان عند تخطيطنا للعام الهجري الجديد ويأتي في مقدمتها الجانب الروحي والديني ..
وهو أساس كل نجاح وسعادةً ولذا علينا أن نجعل من هذا العام فرصة لتقوية علاقتنا بالله من خلال تحديد أهداف للعبادة كالانتظام في الصلوات، وقراءة جزء من القرآن يوميًا، أو أداء السنن والنوافل، والتدبر والتفكر من خلال تخصيص وقتٍ للتفكر في آيات الله الكونية والقرآنية.
ويعد التطوع والعطاء من الأمور التي تغذي هذا الجانب فالمساهمة في أعمال الخير والبر فيها زكاة للنفس ..
ويأتي الجانب الشخصي والتطوير الذاتي ثاني تلك الجوانب التي يجب علينا أن نهتمّ بها من خلال الاستثمار في النفس، واكتساب مهارات جديدة سواء كانت مهنية أو شخصية، كتعلم لغة جديدة، أو استخدام برنامج حاسوبي، أو تطوير مهارة يدوية، وتخصيص وقتٍ يوميٍ أو أسبوعيٍ للقراءة في مجالات تهمنا وتثري فكرنا ..
ويجب أن نهتم بصحتنا من خلال وضع أهدافٍ للرياضة المنتظمة، والنوم الكافي، والتغذية الصحية.
ويعد الجانب المهني والمالي ثالث الجوانب التي يجب أن نهتمّ بها وتحقيق الاستقرار والتقدم في هذين الجانبين يسهم في راحة البال ولا يأتي ذلك إلا من خلال تطوير المسار المهني بتحديد الأهداف الوظيفية، مثل الحصول على ترقية، أو تعلم تقنية جديدة في مجال عملك ..
كما أنّ التخطيط المالي مهمٌ ولا يمكن أن يتحقق لنا ذلك إلا بوضع ميزانية، وادخار جزءٍ من دخلنا، والتفكير في طرق لزيادة مصادر الدخل ..
ويعد الجانب الاجتماعي والعلاقات الإنسانية عماد السعادة وخامس الجوانب التي يجب أن نسعى لها من خلال تقوية الروابط العائلية بتخصيص وقتٍ أطول للوالدين، والأبناء، والإخوة، والأقارب، وتنمية الصداقات والمحافظة على الأصدقاء الجيدين، والمبادرة بالتواصل معهم ..
كما أنّ بناء علاقات جديدة بالتعرف على أشخاص جدد يثري حياتنا ويعد من أسباب النجاح في الحياة ..
همسة الختام :
لا تدع عامك الجديد تكراراً لعامك القديم فالتقويم الهجري بني على رحلة تغيير حولت الحياة من ظلام إلى نور .