|

السعودية تنافس الكبار سياحياً

الكاتب : الحدث 2025-07-13 03:39:26

بقلم د. بجاد بن خلف البديري 

في تحول نوعي يعكس الطموح الكبير والاستثمار الاستراتيجي، أعلنت المملكة عن تحقيقها إيرادات قياسية من قطاع السياحة الدولية بلغت 13.16 مليار دولار أمريكي (49.4 مليار ريال سعودي) خلال الربع الأول من العام الجاري 2025م، هذا الإنجاز ليس مجرد رقم مالي فحسب، بل هو إعلان صريح عن بزوغ فجر جديد للسياحة في المملكة، مؤكداً مكانتها كقوة صاعدة على خارطة السياحة العالمية.

يُعد هذا الرقم الأعلى تاريخياً في إيرادات السياحة السعودية خلال ربع واحد، مما يسلط الضوء على النمو المتسارع الذي يشهده القطاع، ويسلط الضوء على تجاوز المملكة للعديد من الوجهات السياحية التقليدية بفضل استقطابها أعداداً متزايدة من الزوار الدوليين. هذا الأداء المالي اللافت جاء تتويجاً لجهود حثيثة وخطط طموحة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق الاستدامة الاقتصادية ضمن رؤية طموحة ومستقبل واعد.

تضع هذه الإيرادات القياسية المملكة في مصاف الدول الكبرى المنافسة عالمياً على حصص أكبر في سوق السياحة الدولية، فقد تفوقت إيرادات السياحة السعودية في هذا الربع على دول ذات باع طويل في القطاع مثل تركيا، التي سجلت إيرادات بنحو 9.4 مليار دولار في ذات الفترة. هذا لا يؤشر على الحجم فحسب، بل على القدرة التنافسية والجودة المتزايدة للخدمات السياحية المقدمة، مما يعزز موقع المملكة بثقة على خارطة السياحة الدولية.

يرتبط هذا النجاح المباشر بالرؤية الطموحة للمملكة 2030، التي وضعت السياحة كأحد أهم محاور التنمية الاقتصادية غير النفطية، بفضل الاستثمارات الضخمة في المشاريع الكبرى مثل نيوم والبحر الأحمر، بالإضافة إلى تسهيلات التأشيرات السياحية وإطلاق الفعاليات الترفيهية والثقافية العالمية، كلها عوامل أسهمت بشكل مباشر في جذب ملايين الزوار. تعكس هذه الإيرادات قدرة المملكة على تحويل رؤيتها إلى واقع ملموس، مستفيدة من مقوماتها الفريدة وتراثها الغني ومواقعها التاريخية والدينية.

إن تحقيق هذه الإيرادات الضخمة في الربع الأول من 2025م ليس سوى بداية لمرحلة جديدة من التوسع، إذ تتطلع المملكة إلى مواصلة تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة، من خلال جذب المزيد من الاستثمارات، وتطوير البنى التحتية، وتنويع المنتجات السياحية بما يلبي تطلعات الزوار. هذا النجاح يؤكد التزام المملكة بتحقيق مستهدفات رؤية 2030 الطموحة، ويجعلها لاعباً محورياً في رسم ملامح مستقبل السياحة الدولية.