البرتغال تفعّل الآلية الأوروبية بعد تفاقم حرائق الغابات

فعّلت السلطات البرتغالية الآلية الأوروبية للحماية المدنية، في خطوة عاجلة لمواجهة موجة حرائق غابات عنيفة تجتاح البلاد منذ الخميس، وسط صعوبات متزايدة في السيطرة على النيران.
وطلبت الحكومة دعماً عاجلاً من الاتحاد الأوروبي يتضمن إرسال أربع طائرات إطفاء من طراز “كانادير”.
وقال قائد الهيئة الوطنية للطوارئ والحماية المدنية، ماريو سيلفستر، إن القرار جاء نتيجة التعقيدات الميدانية التي واجهتها فرق الإطفاء، مؤكداً أن بعض البؤر ما زالت خارج السيطرة رغم الجهود المكثفة.
وأضاف أن السلطات لا تزال في انتظار الرد الأوروبي بشأن توقيت وصول الدعم المطلوب.
وبعد هذا الإعلان، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن بروكسل بدأت بالفعل حشد المساعدة للبرتغال، مشددة على أن “التضامن الأوروبي لا يعرف الحدود”.
ولم تقتصر البرتغال على تفعيل الآلية الأوروبية، إذ لجأت أيضاً إلى اتفاقيات ثنائية لطلب المساندة من إسبانيا والمغرب.
غير أن إسبانيا نفسها تعاني من حرائق واسعة النطاق، ما قلل من قدرتها على الاستجابة الفورية.
وبحسب بيانات الطوارئ، بلغ عدد الحرائق النشطة في البلاد ظهر الجمعة 168 حريقاً، يشارك في إخمادها أكثر من 5 آلاف رجل إطفاء مدعومين بـ1500 مركبة و31 طائرة.
ورغم هذه الجهود، بقي 11 حريقاً خارج السيطرة، أبرزها حريق “أرغانيل” في منطقة كويمبرا، حيث جرى حشد أكثر من ألف عنصر و340 مركبة وأربع طائرات للتعامل معه.
كما ركزت السلطات مواردها الجوية في منطقتي ساتاو وترانكوسو، حيث انتشرت عشر طائرات مروحية، في وقت تواصلت فيه أعمال الإجلاء وإنشاء سبع مراكز إيواء للنازحين بالتعاون مع الصليب الأحمر والسلطات المحلية.
وأكد سيلفستر أن هذه المراكز تهدف لتأمين أماكن آمنة للمتضررين، مع توفير احتياجاتهم الأساسية، مشدداً على أن حماية الأرواح والممتلكات تبقى الأولوية القصوى. كما ناشد المواطنين تجنب الاقتراب من المناطق المشتعلة والالتزام بتعليمات السلامة، محذراً من أن الحرائق ما تزال “عنيفة للغاية وتشكل خطراً داهماً”.