أهمية الإسعافات الأولية ودورها في إنقاذ حياة ..

بقلم ــ عبدالله عسيري
تُعد الإسعافات الأولية من المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكها كل فرد في المجتمع، لما لها من دور كبير في إنقاذ الأرواح ، والتقليل من آثار الحوادث والإصابات قبل وصول المساعدة الطبية المتخصصة. فالحوادث قد تقع في أي وقت وفي أي مكان، سواء في المنزل ، أو المدرسة ، أو العمل ، أو حتى في الطريق؛ لذلك فإن معرفة كيفية التعامل الصحيح والسريع مع الحالات الطارئة يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا.
المنزل هو المكان الذي نقضي فيه أغلب أوقاتنا، ويُعتبر من أكثر الأماكن التي قد تحدث فيها إصابات عرضية مثل الحروق، الجروح، الاختناق، أو السقوط. وكم سمعنا عن حوادث تحصل وبسبب عدم معرفة الأسرة بكيفية التعامل مع الحالة قد تحدث كارثة -لاسمح الله-.
ومن هنا تأتي أهمية أن يكون كل فرد في الأسرة، وخصوصًا الأمهات والآباء، على دراية بأساسيات الإسعافات الأولية. فمثلاً، معرفة كيفية التعامل مع طفل تعرض لحرق ، أو ابتلع جسمًا غريبًا يمكن أن ينقذ حياته ويمنع تدهور حالته حتى وصول الإسعاف.
المدرسة هي البيئة الثانية التي يعيش فيها الطفل، وهي مكان يعج بالحركة والنشاط، مما يجعل احتمالية حدوث إصابات أمرًا واردًا ؛ ولذلك فإن تدريب المعلمين والطلاب على مهارات الإسعافات الأولية أمر بالغ الأهمية. فهي تساهم في حماية الأفراد وتقديم الرعاية الفورية عند الحاجة، مثل حالات الإغماء ، أو الجروح ، أو السقوط وغيرها.
من المهم عقد دورات تدريبية مستمرة في المراكز المجتمعية، وأماكن العمل، والمنازل. فكل دقيقة تمر في حالة الطوارئ قد تكون حاسمة، ومعرفة الشخص لما يجب فعله يمكن أن تُحدث فرقًا بين الحياة والموت.
إن الإسعافات الأولية ليست مجرد معلومات طبية، بل هي مسؤولية إنسانية يجب أن يتحملها كل فرد في المجتمع. فبفضل هذه المهارات، يمكننا جميعًا أن نكون جزءًا من منظومة السلامة العامة، ونساهم في حماية أنفسنا وأحبائنا من المخاطر اليومية. فلنحرص جميعًا على تعلمها صغارًا وكبارًا ، وتعليمها للآخرين، ونشر الوعي حول أهميتها في كل مكان.