فنّ الرفض غير المؤذي ..

بقلم:د/ محمد بن مرضي
فن قول "لا" بلطف وفعالية في عالمٍ يتسم بالسرعة وكثرة الالتزامات، بمعنى آخر كيف يمكن أن تقول "لا" بلباقة وشياكة دون الشعور بالذنب ، يجد الكثيرون صعوبة في رفض الطلبات أو الدعوات، خوفًا من إيذاء مشاعر الآخرين أو فقدان العلاقات.
إلا أن القدرة على قول "لا" بطريقة لبقة تُعد مهارة ضرورية للحفاظ على التوازن الشخصي والمهني. وهنا تبرز أهمية "تقنية الرفض غير المؤذي"، التي تمكّن الفرد من التعبير عن رفضه دون التسبب في جرح مشاعر الطرف الآخر.
إن تقنية الرفض غير المؤذي هي أسلوب تواصل يُستخدم لرفض الطلبات أو الدعوات بطريقة تحافظ على احترام مشاعر الآخرين ، وتهدف هذه التقنية إلى تمكين الأفراد من وضع حدود واضحة دون الإضرار بالعلاقات الاجتماعية أو المهنية.
وأهمية تعلّم هذه التقنية يكمن في الحفاظ على الصحة النفسية وتجنب الإرهاق الناتج عن قبول التزامات تفوق القدرة ، وكذلك تساعد في تعزيز العلاقات فالرفض بأسلوب محترم يساهم في بناء علاقات قائمة على الصدق والاحترام المتبادل ، كما أنها تحقق الأهداف الشخصية وتركّز على الأولويات دون الشعور بالذنب.
ومن هنا يمكن القول بأن استراتيجيات الرفض غير المؤذي يمكن أن نستخدمها بالطرق التالي:
1. التقدير قبل الرفض مثل أن تبدأ بشكر الشخص على ثقته، بقولك : أقدّر طلبك وأشكرك على تفكيرك بي.
2. الصدق والوضوح : قدّم سببًا حقيقيًا لرفضك، دون الحاجة إلى اختلاق أعذار.
3. اقتراح بدائل : إذا أمكن اقترح حلاً بديلاً أو شخصًا آخر يمكنه المساعدة.
4. الرفض الجزئي : إذا كنت تستطيع تلبية جزء من الطلب فاعرض ذلك بوضوح.
5. استخدام "أنا" بدلاً من "أنت" : عبّر عن مشاعرك واحتياجاتك دون لوم الطرف الآخر، مثل: "أنا بحاجة إلى التركيز على مشاريعي الحالية"
ومن الأمثلة العملية على تقنية الرفض الغير المؤذي قولك :
- "أشكرك على دعوتك لكن لدي التزامات أخرى في ذلك الوقت"
- "أتمنى أن أساعدك ولكنني لست الشخص المناسب لهذا الأمر"
- "لا يمكنني المشاركة الآن ولكن ربما في وقت لاحق"
ونجد أن تقنية الرفض غير المؤذي هي مهارة حياتية تُمكّن الأفراد من الحفاظ على توازنهم الشخصي والمهني دون الإضرار بعلاقاتهم.
ومن خلال ممارسة هذه التقنية يمكنهم بناء علاقات أكثر صدقًا واحترامًا، وتحقيق أهدافهم بفعالية أكبر.
خطوة قلم :
تعلم فن الرفض يساعد في عيش حياة أفضل، ورفضك بأدب .. يساعدك على أنك تقول رأيك بشياكة في الأخرين .