قمة الرياض إبهار وإعمار

علي بن أحمد الزبيدي
قمة الرياض التاريخية شراكة استراتيجية تتجدد، وآفاق اقتصادية وإنسانية تتسع
في رحاب الرياض، شهد العالم فصلاً تاريخيًا في العلاقات السعودية الأمريكية، حيث استقبلت المملكة العربية السعودية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة رسمت ملامح مستقبل واعد للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
لم تكن هذه الزيارة الأولى ولم تكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل كانت بمثابة منصة لإطلاق تحالف اقتصادي وإنساني شامل، يهدف إلى تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
فقد تميزت الزيارة بإشادة الرئيس ترامب بالجهود الإصلاحية الطموحة والحراك الذي لا يقف بقيادة الأمير الملهم محمد بن سلمان، ولي العهد ، في إطار رؤية 2030 التي تحظى بدعم سخيّ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وقد ظهر إعجاب الرئيس ترامب جلياً حين قال : هل تنام يامحمد ؟ في إشارة إلى الجهد الذي يبذله عرّاب النجاح الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - وقد أكد الرئيس الأمريكي ترامب على الدور المحوري للمملكة في تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، مشبهًا إياها بـ "منارة الأمل" في منطقة مضطربة، وأعرب عن إعجابه بالقيادة الحكيمة للأمير محمد بن سلمان، ورؤيته الثاقبة التي تحول الصحراء إلى واحات من الابتكار والتنمية.
ولم يكن منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي مجرد حدث اقتصادي، بل كان بمثابة لوحة فنية ترسم ملامح التعاون الثنائي في أبهى صوره حيث تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ضخمة، بلغت قيمتها الإجمالية تريليون دولار، لتشكل جسرًا اقتصاديًا متينًا يربط بين أقوى اقتصادين في العالم. وتضمنت هذه الاتفاقيات:
* شراكة استراتيجية متعددة الأوجه: تغطي قطاعات الطاقة، والصناعة المتقدمة، والدفاع، والتكنولوجيا المتطورة.
* صفقة تسليح تاريخية: بقيمة 142 مليار دولار، لتعزيز قوة الردع المشتركة وحماية المصالح الإقليمية.
* تدفق الاستثمارات السعودية إلى العمق الأمريكي: بقيمة 600 مليار دولار على مدى أربع سنوات، لدعم الاقتصاد الأمريكي وخلق فرص للنمو والتوظيف.
* استقطاب عمالقة التقنية: تفاهمات استراتيجية مع أبل، وأوراكل، وأمازون، لتوسيع أعمالها في المملكة وتحويلها إلى مراكز إقليمية للابتكار.
وفي خطوة إنسانية وسياسية، تعكس التلاحم الاخوي بين السعودية وسوريا أعلن الرئيس ترامب عن تخفيف العقوبات الاقتصادية والسياسية على سوريا، تلبية لطلب الأمير محمد بن سلمان في محاولة لإعادة الحياة إلى هذا البلد المنكوب. ولم تكن هذه الخطوة مجرد قرار سياسي، بل كانت بمثابة بصيص أمل في ليل الأزمة السورية، حيث تم رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا مما يعني :
* تدفق الحوالات المالية عبر البنوك الدولية.
* تنشيط حركة الاستيراد والتصدير.
* السماح ببيع النفط السوري دون قيود.
* دعم الاستثمارات الدولية المباشرة.
* السماح لشركات الاعمار بالتعاقد المباشر مع الحكومة السورية.
* عقد الشراكات بين القطاع الخاص السوري والاجنبي.
وتهدف هذه الخطوة إلى تخفيف المعاناة عن الشعب السوري، ودعم جهود إعادة الإعمار، مؤكدًا على أهمية الاستقرار في سوريا لأمن المنطقة بأسرها.
وأكد الرئيس ترامب على عمق العلاقات السعودية الأمريكية، مشبهًا إياها بشجرة باسقة، جذورها راسخة في التاريخ، وأغصانها متجددة بالتعاون المثمر. ولم تكن هذه العلاقات مجرد تحالف سياسي، بل كانت بمثابة شراكة استراتيجية شاملة، تغطي مختلف المجالات، وتخدم مصالح الشعبين.
همسة الختام :
في ختام الزيارة، تركت الرياض انطباعًا لا يمحى في ذاكرة الرئيس ترامب، وانطباعا في ذاكرة الشعب السوري ،فرأينا وسائل التواصل الاجتماعي تعجّ بمشاعر المحبة والفخر بأميرنا المحبوب ، ولم تكن هذه الزيارة مجرد حدث عابر، بل كانت بمثابة نقطة تحول في مسار العلاقات السعودية الأمريكية، وبصيص أمل للشعب السوري. لقد كانت قمة الرياض بمثابة إيذان بفجر تحالف اقتصادي وإنساني جديد، شراكة استراتيجية طويلة الأمد تمتد بجذورها في قطاعات الطاقة والتقنية والصناعة، وتتفرّع أغصانها لتشمل دعم الاستقرار الإقليمي والعالمي.