النوادي الصيفية مراكز إشعاع مهاري ومعرفي ..

بقلم / علي بن أحمد الزبيدي
-----------------------------------
مع حلول الإجازة الصيفية، يجد الناس فُسحة من الوقت الثمين الذي يمكن أن يتحول من مجرد فترة للراحة إلى فرصة ذهبية لتطوير الذات واكتساب مهارات جديدة، وفي ظل رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على بناء مجتمع حيوي ومجتمع معرفي، تبرز النوادي الصيفية والشراكات المجتمعية كركائز أساسية لاستغلال هذه الفترة بفاعلية، محولةً مبانينا المدرسية من مجرد صروح تعليمية إلى مراكز إشعاع معرفي ومهاري نابضة بالحياة ..
لطالما كانت الإجازة الصيفية مرادفة للاسترخاء والترفيه، وهذا أمر لا غنى عنه لتجديد الطاقة ولكن، هل يمكننا أن نجعل منها أيضاً فرصة للبناء والتنمية؟
الإجابة تكمن في تفعيل دور النوادي الصيفية التي تقدم برامج متنوعة تلبي تطلعات واهتمامات الجميع، فبالنسبة للطلاب والطالبات يمكن أن تكون هذه النوادي منصة لاكتشاف مواهبهم الكامنة، سواء في مجالات الفنون، أو العلوم، أو الرياضة، أو حتى البرمجة والروبوتات ..
إنها فرصة للتعلم التجريبي خارج أسوار المنهج الدراسي التقليدي، وتنمية مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، التي تعتبر أساسية لمستقبلهم الأكاديمي والمهني ..
وهنا يبرز الدور المحوري لاستغلال المباني المدرسية خلال فترة الصيف، فبدلاً من أن تبقى هذه الصروح التعليمية مغلقة وشاغرة، يمكن تحويلها إلى حاضنات آمنة للأنشطة والفعاليات الصيفية، ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك بفاعلية؟
الجواب يكمن في تعزيز "الشراكات المجتمعية"، حيث يمكن للمدارس أن تتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة، والجمعيات الخيرية، والمؤسسات الثقافية، والرياضية ، لتقديم برامج صيفية غنية ومتنوعة بشكل مجاني أو برسوم مخفضة مع مكافآت للمعلمين والمعلمات المشرفين على هذه النوادي لأنّهم خير من يؤتمن كما أنّ بعضهم لديه الشغف والمهارة والمعرفة ..
ولذا فإنّ من الجيد أن تصبح المدارس في الصيف مراكز ابتكار وورشَ عملٍ متنوعة وذات جدوى اقتصاديه كالطباعة ثلاثية الأبعاد، أو تصميم الألعاب، أو حتى دورات في ريادة الأعمال للشباب، أو مركز رياضي يستقبل الفرق الصيفية لتدريب الطلاب والطالبات على مختلف الألعاب الجماعية والفردية، أو مسرح مدرسي يستضيف ورش عمل في الفنون المسرحية، مما يطلق العنان للإبداعات الفنية ..
هذه الشراكات تضمن تنوع البرامج وجودتها، وتوفر للمدارس الدعم اللوجستي والبشري اللازم لتشغيل هذه الأنشطة بفاعلية ..
إن استغلال الإجازة الصيفية بهذه الطريقة يحقق العديد من الأهداف الاستراتيجية، فهو يساهم في سد الفجوات التعليمية وتنمية المهارات غير المنهجية، ويقلل من أوقات الفراغ السلبية لدى الشباب، مما يعزز من الأمن الفكري والمجتمعي، كما أنه يعزز من دور المدرسة كمحور للمجتمع، ويدعم مفهوم التعلم مدى الحياة، ويخلق بيئة إيجابية ومنتجة يستفيد منها الجميع ..
(همسة الختام) :
لنعمل معاً على أن تكون كل إجازة صيفية بمثابة انطلاقة جديدة نحو آفاق أرحب من المعرفة والمهارة والإبداع ولتفتح الباب للمعلمين والمعلمات الراغبين في العمل بالنوادي الصيفية لعلهم يحظون بمقابل ماديٍ مجزٍ مقابل عملهم في النوادي الصيفية فهم أحق بها من غيرهم ولديهم المهارة والمعرفة والمقدرة ويستحقون ذلك كمكافأة لهم على جهودهم المبذولة طوال العام الدراسي .