لا تُخفِ بريقك ليضيء الآخرون

بقلم : محمد عبد الغني خواجي
في زحام العلاقات والعمل والمجتمع، تعلّم بعضنا أن يخفض صوته، أن يُقلل من أفكاره، أن يعتذر عن إنجازاته، فقط كي لا "يُحرج" من حوله. لكن هل حقًا نحتاج أن نختفي حتى يشعر الآخرون بالظهور؟
( الضوء لا يعتذر عن نوره)
كأن يقول معلم في اجتماع تربوي: "لن أُشارك هذه الفكرة حتى لا يُقال إنني أحب الظهور."
أو شاب في بداية مشواره الوظيفي يتردد في اقتراح فكرة جديدة حتى لا يُحبط زملاءه الأكبر سنًا.
أو طالب متفوق يخجل من تحصيله الدراسي حتى لا يشعر زملاءه بالنقص.
هذه أمثلة حقيقية لما نفعله بأنفسنا يوميًا، لا لأننا غير واثقين، بل لأننا نخشى أن يُفهم تميّزنا خطأ.
( التميّز حق مشروع للجميع)
أنا لست ضد التواضع، بالعكس فالتواضع شي جميل ، لكن التواضع لا يعني أن تُنكر ما تملك و تخفي ما يميزك، بل أن تعترف به دون تعالٍ.
بإمكانك أن تفرح بإنجازك دون أن تتفاخر، وأن تُظهر علمك دون أن تجرّح، وأن تُعبّر عن أفكارك دون أن تفرضها.
( نورٌ على نور يزيد السطوع)
قبل أيام قرأت قصة المذيعة العالمية المشهورة أوبرا وينفري والتي حين أطلقت برنامجها التلفزيوني في بداياتها، قيل لها إنها "غامقة اللون" أكثر من أن تكون نجمة، وإن أسلوبها "عاطفي" أكثر من اللازم. لكنها لم تُطفئ نفسها. بل استخدمت ذاتها كما هي. واليوم، تُعدّ من أقوى النساء تأثيرًا في الإعلام والوعي الذاتي عالميًا.
وفي مجتمعاتنا، كم من الأشخاص تخلّوا عن أحلامهم لأنهم شعروا أن النجاح "سيسبب حساسية"، أو أن الطموح قد "يُفهم خطأ". بينما الحقيقة أن الشخص المتوازن لا يُطفئ الآخرين، بل يشعل فيهم الأمل.
خاتمة ملهمة ..
لا تُطفئ نفسك لتُرضي من لا يرى النور في داخلك. وكن نورًا لا يحترق، كن مُلهم. ففي كل مرة تضيء فيها، تُلهم من حولك أن يبحثوا عن نورهم الخاص أيضًا.
ومضة :
"لا تعتذر عن كونك لامعًا.. فالنجوم لا تبرر وجودها في السماء."