"الشائعات ؛ آفة تُهلك المجتمع .!

🖊️ جبران بن عمر
------------------------------
ظاهرةً الشائعة في المجتمع لها الخطورة البالغة ، ولها تهديدها الذي يؤثر في كل مجتمع آمن ، والسبب في نقلها وانتشار هذهِ الآفة التي فككت مجتمعات كانت متقاربة ..
إن أي شائعة تكون في البداية مبسطة ؛ وحينما تجد فاسدًا يجعلها منتفخة كبالونة ممتلئة تحمل بداخلها عداوات وبغضاء مدمرة ، تُهلك من يصاب بِها ..
الشائعة أضرارها أعظم من القتل، بالشائعات تُدمر أُسر وتفكك وتظهر العداوات وتصل لحد القتل - نسأل الله السلامة والعافية - من أقوى الطرق التي تؤدي إليها الإشاعة ؛ التحريش بين الناس ، وما يُؤكد ذلك قول الله تعالى في الآية "{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}" وقوله تعالى في آية أخرى "{وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ}"..
الشائعات مُنذ القدِم ، تتواجد وذات تأثير في حضارات سابقة وثقافتها ؛ لأنها حديث يومي في تناول البشر ، والهدف منها أغراض بغيضة ..
الشائعات التي خطرها أعظم في وقت المحن والأزمات ؛شائعة الإرجاف بهدف تخويف البشر ، والمراد منها إضعاف عزيمة البشر ، وإثباط همتهم ، وإدخال الرعب في قلوبهم ، قال تعالى: «لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا».
المرجف ؛ الذي يقوم بنشر أي شائعة مضمونها الكذب ، ويبالغ بتحجيم الخبر ليصل مبتغاه ، وعلى العاقل إذا سمع أمرًا ما ؛ فلتتوقف عنده هذهِ الاشاعة حتى لاتصدر من عنده هذهِ الكذبة ؛ حتى لايعمّ شرها وبلاءها على المجتمع ، وكن الفطن الذي لايصدق أي فاسق ينشر مثل هذا ، حتى يتثّبتْ من الأمر ..
إذا رأيت مجتمع تنتشر فيه شائعات بكثرة ؛ فإنه مجتمع هش سيكون حاضن لتدني معنوياته ونجاحاته ؛ لإنها ستكون حاجز لحجب الحقائق، وتسبب بلبلة واسعة تتحول إلى شائعة صحيحة مدمرة ، حتى يتخلخل التنظيم لدى المجتمع .